إظهار العجب بما ورد في رجب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

أولا: إسلام أهل اليمن في أول جمعة من رجب

صفحة 60 - الجزء 1

  اجتمعوا إليه، وقرأ عليهم كتاب رسول الله ÷ فأسلمت همدان كلها في يوم واحد، وذلك في أول جمعة من شهر رجب، فكتب أمير المؤمنين بذلك إلى رسول الله ÷، فلما قرأ النبي ÷ الكتاب خَرَّ ساجِدَاً شُكْرَاً للهِ على إسلامهم، فَلَمَّا رفع رأسه من السجود قال: «السلام على همدان - ثلاث مرات -»، وقال ÷ «نِعم الحي همدان ما أسرعها إلى النصرة، وأصبرها على الجهد، وفيهم أبدال، وفيهم أوتاد الإسلام»، ولا خلاف بين المؤرخين وأهل السير أنَّ همدانَ أولُ شَعْبٍ من أهل اليمن اعتنق الإسلام، بدون قتل ولا قتال، ثم إن قبائل اليمن تتابعت في الدخول في الإسلام بعد همدان، ببركة أمير المؤمنين علي #، فأقام أمير المؤمنين # فيهم يعلمهم الإسلام، ويقضي بينهم بالحق، ودخل صنعاء وأقام بها أربعين يوماً، واختط مسجد صنعاء المعروف بالجامع الكبير، ودخل # إلى بلاد حجة ووصل إلى عدن وخطب على منبرها.

  ولما استقر ~ باليمن، نظر في الأمر الذي ندبه الرسول ÷ إليه، وهو الحكم بين الناس، والقضاء بينهم، فقام به أتم القيام، وحكم بما ألهمه الله من الأحكام، وقد حصلت له مسائلُ عويصةٌ، وحَكَم في قضايا مستعصية، أقره عليها النبي ÷ وأجاز حُكمه فيها، ومدحه وأثنى عليه عليها، بما وفقه الله من حسن النظر.

  فمنها: قضية الزبية: - وهي الحفرة الكبيرة - التي وقع فيها أسد، فأصبح الناس ينظرون اليه ويتزاحمون ويتدافعون حول الزبية، فسقط رجل في الزبية وتعلق بالذي