الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

الفرق بين المذهبين الزيدي والاثنا عشري

صفحة 159 - الجزء 1

  وغيرهم من المهاجرين والأنصار والتابعين، ولَعَنَ علي بن أبي طالب #، وسَنَّ لعنه⁣(⁣١)، وأَمَرَ به في خطب الجمعة في جميع مساجد المسلمين في كل جمعة حتى صار يلعن على ثمانين ألف منبر، وسموه سنة، فسُموا أهل السنة واستمرَّ ذلك نحو أربعين سنة إلى زمن عمر بن عبد العزيز ¥ فأزاله، ويغررون على من لا معرفة له بالتاريخ أن المراد بأهل السنة سنة رسول الله ÷، وهي سنة معاوية كافاه الله.

  ومع هذا فهم يترضون عليه، ويعادون من عاداه، والله يقول: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}⁣[النساء: ٩٣]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}⁣[البروج: ١٠]، فقد أوجب له جهنم في الآيتين.

  ويقولون: نسكت فيما جرى بين الصحابة، ويتأولون لهم، قال قائلهم:


(١) انظر ما روى: مسلم في صحيحه [٤/ ١٨٧٤] رقم [٣٨ - (٢٤٠٩)] عن سهل بن سعد. وأحمد في الفضائل [٢/ ٥٩٤] رقم (١٠١١) عن أبي عبد الله الجدلي. وابن أبي شيبة في مصنفه [٦/ ٣٧١]، والحاكم في المستدرك [٣/ ١٣٠] رقم (٤٦١٦)، وفي [٢/ ٣٩٠] رقم (٣٣٦٦) عن طاووس. وابن المغازلي في المناقب [١/ ٤٤٩] رقم (٤٣٦)، وابن حجر الهيتمى في الصواعق المحرقة [٢/ ٣٧٧]. وما روى النويري صاحب نهاية الأرب [٧/ ١٨٥].