الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الاستخارة والتوسل]

صفحة 181 - الجزء 1

[الاستخارة والتوسل]

  السؤال الثالث عشر: ما رأيكم حول التوسل والاستخارة؟

  الجواب: أن الاستخارة مشروعة، وفيها روايات، وكذا التوسل فيه روايات، ولعدم المانع، ولا يمكن تحريم شيء بغير دليل.

  وأما قوله تعالى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}⁣[الزمر: ٣]، فالتحريم لعبادة الأصنام، لا لمحاولة ما يقرّبهم إلى الله، ثم إنه وبخهم وعاب عليهم كيف حاولوا التقريب إلى الله بما يباعدهم عنه، وهو الشرك الذي هو من أكبر المعاصي، فلا نحاول أن نتقرب إلى الله بالزنا وشرب الخمر ونحوهما مما يبعدنا من الله، فعاب عليهم في هذا شيئين:

  الأول: المعصية وهي الشرك بالله.

  الثاني: المحاولة للقرب من الله بما يباعدهم.

  فهذا في غاية السخافة والجهل، أما محاولة التقرب إلى الله بما يقربنا منه من الطاعات، ونحوها، فلا مانع منه، ولم تدل هذه الآية على منعه، وقد دل على جوازه وحسنه العقل والنقل.

  أما أولاً: فلأنه من شكر المنعم، وهو حَسَن، بل واجب ضرورة.

  وأما النقل فلأن الله قد شرع لنا الشرائع؛ ولا شك أنها من الوسائل المقرّبة إلى الله.