الجواب الراقي على مسائل العراقي،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[التصوف]

صفحة 187 - الجزء 1

  من العذاب، والتشوُّقِ للثواب، وهذه الفرقة هي أهدى الفرق الثلاث؛ إلا أن الخلوة قد تكون مكروهة إن كان صاحبها من العلماء والناس محتاجون إليه لتعليمهم معالم دينهم، وتذكيرهم بالله والدار الآخرة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وقد تكون محرَّمة إذا لم يُوجد من يقوم مقامه لهذا الشأن، فإن وُجد من يقوم مقامه وهو يخاف على دينه من الخلْطة لضيق صدره، أو قد دعا إلى الله وبلَّغ وأيس من الاستجابة، فظن أنه لا يبقى له من الخلطة إلا مخالطة العصاة ومشاهدة المعاصي، وليس له قدرة على التغيير، فقد تكون واجبة في الأخير، مندوبة في الأول.

  والذي يخاف على دينه يضيق صدره، وإن لم يكن من العلماء، فمخالطة العلماء والتعلم منهم أفضل؛ بل واجب إذا لم يكن معه من العلم ما يحتاج إليه، وعلى كل حال فالصلاح والفضل في مخالطة الصالحين، والاعتزال عن الفساد والمفسدين.

  وهذا آخر ما تيسر من الجواب مع كثرة الشواغل وتزاحم الأعمال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.