المركب النفيس إلى التنزيه والتقديس،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر

صفحة 21 - الجزء 1

  لا يريد شيئا من القبائح، ولا يحبه ولا يرضاه ولا يشاؤه، وقد تقدم الدليل الدال على أن الله تعالى لا يفعل القبيح، وإرادة القبيح قبيحة.

يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر

  من مقتضى الحكمة أن الله تعالى لا يفعل لعباده ولا يكلفهم إلا بما يدعوهم إلى الفلاح، ويكسبهم الصلاح، سواء كان ذلك محنة أو نعمة أو تكليفا؛ وذلك لأنه تعالى حكيم، والحكيم لا يفعل إلا ما هو صواب ومصلحة، فكل ما نرى من الأمراض والمحن، والخوف والأمن، والفقر والغنى، والخصب والجدب و ... إلخ:

  أما النعم فوجه الحكمة فيها ظاهر مكشوف.

  وأما المحن ففيها موعظة وذكرى واعتبار، وتماما كما قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}⁣[الأعراف ١٦٨]، {فَلَولَا جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}⁣[الأنعام ٤٣]، {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}⁣[التوبة ١٢٦]، وهذا بالإضافة إلى ما أعد الله للصابرين. وقد يكون بعض المصائب عقابا، كما قال الله في سورة سبأ وقصتهم: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}⁣[سبأ ١٧].

[محمد رسول الله ÷]

  الدليل على نبوة محمد ÷ أنه ÷ حين ادعى النبوة أردف دعواه بالبرهان القاهر، وهو القرآن، فقد تحداهم ÷