هو الأول والآخر
  في النحلة والنملة وإلى آخر ما خلق الله تعالى، كل ذلك يدل على إحاطة علم الله تعالى بكل شيء، وقد قال تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[المجادلة ٧]، وقال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[الأنعام ٥٩].
هو الأول والآخر
  والله - سبحانه وتعالى - قديم لا أول لوجوده، ولا آخر لوجوده.
  والدليل على أن الله تعالى لا أول لوجوده أنه لو كان لوجوده أول لوجب أن يكون محدَثًا مخلوقًا، فيحتاج حينئذ إلى خالق خلقه، ومحدِثٍ أحدَثَه، وهكذا إلى ما لا نهاية، وللعقل في هذه المسألة افتراضان لا غير:
  - إما أن يكون الخالق قديمًا.
  - وإما أن يكون محدثًا.
  وقد بطل بالدليل العقلي الذي قدمنا أن يكون الخالق محدَثًا، فوجب أن يكون قديمًا، وعلى هذا فيجب التصديق والإيمان بأن الخالق تعال قديم لا أول لوجوده.