المركب النفيس إلى التنزيه والتقديس،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ليس كمثله شيء

صفحة 7 - الجزء 1

وهو السميع البصير

  يجب الإيمان بأن الله تعالى سميع بصير، ومعنى ذلك: أنه تعالى لا يخفى عليه شيء من المسموعات، ولا من المرئيات، فهو سبحانه يسمع كل شيء مما يُسمَع، ويرى كل شيء مما يُرى، لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء، وقد قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}⁣[الشورى ١١]. ويجب أن نعرف هنا أن رؤية الله وسمعه للأشياء ليس بآلة سمع وآلة بصر كما في الحيوانات، فليس له تعالى عينان يبصر بهما، ولا أذنان يسمع بهما، وليس له قلب وعقل يفكر بهما، تعالى سبحانه عن ذلك {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

ليس كمثله شيء

  أوَّلًا: المخلوقات الموجودة هي أجسام، وهذه الأجسام لها صفات وهيئات، وهذه الصفات والهيئات اسمها أعراض، فالأعراض إذاً هي توابع للأجسام، وليست شيئاً مستقلاً.

  والجسم ثلاثة أنواع: حيوان، ونبات، وجماد، وكل هذه الثلاثة الأنواع طبيعته الضعف والتحول، فالحيوان يتحول إلى جماد لا حياة به، ثم إلى تراب، وكذلك الجماد يتحول من حالة إلى حالة أخرى، فالحديد وهو أقوى الجمادات وأصلبها قد يحوله الصدأ إلى تراب، والحجار قد تحول إلى تراب وإلى نورة، والنبات كذلك، وتماما كما وصفه الله تعالى: {ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا}⁣[الحديد ٢٠].