المركب النفيس إلى التنزيه والتقديس،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[الإيمان بالكتب والرسل والملائكة]

صفحة 23 - الجزء 1

  وكذلك يجب الإيمان والتصديق بأن الله الذي جعله وفعله، وخلقه وفصله، وأنه كلام محدث ليس بقديم كما يقوله بعض الطوائف؛ لقوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ٢}⁣[الأنبياء].

  وأنه كله حق لا باطل فيه؛ لقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ٤١ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ٤٢}⁣[فصلت].

  وأنه لا تناقض فيه ولا اختلاف، {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ٨٢}⁣[النساء].

[الإيمان بالكتب والرسل والملائكة]

  يجب الإيمان والتصديق بكل ذلك، وقد أخبر الله في كتابه كيف كان إيمان النبي ÷ والمؤمنين، فقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ٢٨٥}⁣[البقرة].

  ومن أشهر الملائكة: جبريل وميكائيل وعزرائيل، وحملة العرش، قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}⁣[غافر ٧]، وقال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ١٠ كِرَامًا كَاتِبِينَ ١١ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ١٢}⁣[المطففين]. ومنهم الموكلون بقبض الأرواح، وغير ذلك مما قص الله علينا ذكره في القرآن، وقد يكفي الإيمان والتصديق بهم جملة.