[الأمر]
البَابُ الخَامِسُ: فِي الأَمرِ وَالنَّهِيِ
[الأمر]
  الأَمْرُ: قَولُ القَائِلِ لِغَيرِهِ: افْعَلْ أَوْ نَحوَهُ(١)، عَلَى جِهَةِ الاسْتِعْلاَءِ(٢) مُرِيداً لِمَا تَنَاوَلَهُ(٣). وَالمُخْتَارُ أَنَّهُ لِلوُجُوبِ لُغَةً وَشَرْعاً؛ لِمُبَادَرَةِ العُقَلاءِ إِلَى ذَمِّ عَبْدٍ لَمْ يَمتَثِلْ أَمْرَ سَيِّدِهِ، وَلاِسْتِدْلاَلِ السَّلَفِ بِظَوَاهِرِ الأَوَامِرِ عَلَى الوُجُوبِ.
  وَقَدْ تَرِدُ صِيْغَتُهُ: لِلنَّدْبِ(٤)، وَالإِبَاحَةِ(٥)، وَالتَّهْدِيدِ(٦)، وَغَيرِهَا مَجَازاً.
  وَالمُخْتَارُ أَنَّهُ لاَ يَدُلُّ عَلَى المَرَّةِ، وَلاَ التَّكرَارِ، وَلاَ الفَوْرِ، وَلاَ التَّرَاخِي، وَإِنَّمَا يُرجَعُ فِي ذَلِكَ إِلَى القَرَائِنِ(٧)، وَأَنَّهُ لاَ يَستَلزِمُ القَضَاءَ(٨)، وَإِنَّمَا يُعلَمُ ذَلِكَ بِدَلِيلٍ آخَرَ. وَتَكرُّرُهُ بِحَرفِ العَطفِ يَقتَضِي تَكْرَارَ المَأْمُورِ بِهِ(٩) اتِّفَاقاً، وَكَذَا بِغَيْرِ عَطفٍ(١٠) عَلَى
(١) نحوه: ليفعل.
(٢) أي: عَدُّ الآمرِ نفسَه أرفعَ رتبةٍ من المأمور.
(٣) ليخرج التهديد، نحو قوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}.
(٤) نحو قوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}.
(٥) نحو قوله تعالى: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ}.
(٦) نحو قوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}.
(٧) فالمرَّة كالحج، والتكرار كالصلاة والصيام.
(٨) أي: إذا كان الأمر بفرضٍ معينٍ مؤقتٍ فلا يستلزم الأمرُ القضاءَ لذلك الفعل إذا لم يفعل في وقته.
(٩) نحو: صل ركعتين وصل ركعتين.
(١٠) نحو: صل ركعتين صل ركعتين.