الباب السادس: في العموم والخصوص، والإطلاق والتقييد
البَابُ السَّادسُ: فِي العُمُوم وَالخُصُوصِ، وَالإِطْلاَقِ وَالتَّقْيِيدِ
  العَامُّ: هُوَ اللَّفظُ المُسْتَغرِقُ لِمَا يَصْلُحُ لَهُ مِنْ دُونِ تَعْيينِ مَدْلُولِهِ(١) وَلاَ عَدَدِهِ(٢). وَالخَاصُّ بِخِلافِهِ.
  وَالتَّخصِيصُ: إِخْرَاجُ بَعضِ مَا تَنَاولَهُ العَامُّ(٣).
  وَأَلْفَاظُ العُمُومِ: كُلٌّ، وَجَمِيْعٌ، وَأَسْمَاءُ الاِسْتِفْهَامِ، وَالشَّرطِ، وَالنَّكِرَةُ المَنْفِيَّةُ(٤)، وَالجَمْعُ المُضَافُ(٥)، وَالمَوصُولُ الجِنْسِيُّ(٦)، وَالمُعَرَّفُ بِلاَمِ الجِنْسِ(٧) مُفْرَداً أَوْ جَمْعاً(٨).
  وَالمُخْتَارُ: أَن المُتَكَلِّمِ يَدْخُلُ فِي عُمُومِ خِطَابِهِ(٩)، وَأَنَّ مَجِيْءَ العَامِّ لِلمَدْحِ أَوِ الذَّمِّ لاَ يُبْطِلُ عُمُومَهُ(١٠)، وَأَنَّ نَحْو: «لاَ أكَلْتُ» عَامٌّ فِي المَأْكُولاتِ؛ فَيَصِحُّ تَخْصِيْصُهُ(١١)، وَأَنَّهُ يَحرُمُ العَمَلُ بِالعَامِّ
(١) فتعيين المدلول نحو الرجال المعهودين.
(٢) وتعيين المعدود نحو عشرة.
(٣) فالعام نحو: «فيما سقت السماء العشر»، والمخصص لهذا العام نحو: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة».
(٤) نحو: ما من رجل، و: لا رجل.
(٥) نحو: عبيدي، أو عبيد زيد، في قولك: أكرم عبيدي، أو عبيد زيد.
(٦) أي: الذي يراد به الجنس نحو: الذي يأتيني فله درهم.
(٧) الذي يراد به الاستغراق.
(٨) فالمفرد نحو قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}. والجمع نحو: العبيد، الرجال.
(٩) نحو: «من أحسن إليك فأكرمه»، فالمتكلم داخل في عموم الاكرام؛ لتناول صيغة الخطاب له بحسب اللغة.
(١٠) نحو قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} فيثبت الحكم في جميع متناولاته.
(١١) بأن ينوي شيئاً معيناً أو مكاناً معيناً، و يستثني ذلك.