الكلام في بيان ماله كان معجزا
  السجع، متعمدا أن تنادي على نفسها بأنها متكلفة متعسفة، وليس الفاصل بينهم إلا الطبع.
  وعلى أن الاعجاز لو كان من جهة الصرف، لكان الصرف هو المعجز، ولم يكن القرءان معجزا. وهذا خلاف ما يُعلم من دين المسلمين، لأن المسلمين مجمعون على أن الله ø جعل القرءان معجزا لنبيه ÷.
  ويدل على ما قلناه أيضا، من كون القرءان معجزا في نفسه، ما حكى الله ø حيث يقول: {ثُمَّ نَظَرَ ٢١ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ٢٢ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ٢٣ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ٢٤}[المدثر].
  وما ذكر من اجتماع أبي جهل، وعتبة بن ربيعة، في ملأ من قريش يتعجبون من القرءان حين قالوا: نحتاج إلى رجل يعرف الشعر، ويعرف كلام الكهنة.
  فقال عتبة: أنا لذلك، ومضى إلى رسول الله ÷ فتلا عليه قول الله ø: {حم ١ تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٢}[فصلت]، حتى مر في السورة وانتهى إلى قوله: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ١٣}[فصلت]، فقام مرعوبا مدهوشا.
  وقال: سمعت الشعر، وسمعت كلام الكهنة، وما هذا شيئا من ذلك»، وإلى سائر ما ذكر من غيرهم في أمر القرءان، فلو كان