إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في بيان أن القرءان في أعلى طبقات الفصاحة

صفحة 203 - الجزء 1

  ومن التشبيه الحسن في هذا المعنى قوله: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ}⁣[إبراهيم: ١٨].

  ومن الاستعارة في هذا المعنى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ٢٣}⁣[الفرقان]، فعبَّر عن فعله ø بالقدوم، وعن أعمالهم بالهباء المنثور.

  ومن التشبيه الحسن قوله ø: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ١٩}⁣[الانسان].

  ومن التشبيه قوله تعالى: {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا}⁣[يونس: ٢٧].

  ومن ذلك قوله ø: {كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ٤}⁣[الصف].

  ومنه قوله ø: {فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ٣١}⁣[الحج].

  ومن الاستعارة قوله ø: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}⁣[البقرة: ٢٢٣]، فسماهن: حرثا، لأن النسل يخرج منهن، كما يخرج الزرع من الأرض.

  ومن ذلك قوله ø: {وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فِيهِ}⁣[البقرة: ٢٦٧] أي تترخصوا، فسمى الترخص: إغماضا، لأن الانسان يصرف بصره عما لا يحب أن يراه، ويقف على حقيقته.