الكلام في بيان أن القرءان في أعلى طبقات الفصاحة
  ومن التشبيه الحسن في هذا المعنى قوله: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ}[إبراهيم: ١٨].
  ومن الاستعارة في هذا المعنى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ٢٣}[الفرقان]، فعبَّر عن فعله ø بالقدوم، وعن أعمالهم بالهباء المنثور.
  ومن التشبيه الحسن قوله ø: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ١٩}[الانسان].
  ومن التشبيه قوله تعالى: {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا}[يونس: ٢٧].
  ومن ذلك قوله ø: {كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ٤}[الصف].
  ومنه قوله ø: {فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ٣١}[الحج].
  ومن الاستعارة قوله ø: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[البقرة: ٢٢٣]، فسماهن: حرثا، لأن النسل يخرج منهن، كما يخرج الزرع من الأرض.
  ومن ذلك قوله ø: {وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فِيهِ}[البقرة: ٢٦٧] أي تترخصوا، فسمى الترخص: إغماضا، لأن الانسان يصرف بصره عما لا يحب أن يراه، ويقف على حقيقته.