إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في بيان أن القرءان في أعلى طبقات الفصاحة

صفحة 230 - الجزء 1

  إحداها: «مَن جهل شيئا عاداه»، ومثله قول الله ø: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ١١}⁣[الأحقاف]، وقوله: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ}⁣[يونس: ٣٩].

  والثانية: «أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما»، وفي قريب من معناه قوله ø: {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً}⁣[الممتحنة].

  والثالثة: «المرء مخبوء تحت لسانه»، وفي قريب من معناه قوله ø: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}⁣[محمد: ٣٠]. فتأمل التفاوت الذي بين تلك الكلمات الثلاث، وبين ألفاظ الآيات التي ذكرناها، يَبِنْ لك صحة ما ادعيناه.

  ومن ذلك قول الله ø: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}⁣[النمل: ٨٨]، فانظر كم بينه وبين قول الشاعر:

  بأرعن مثل الطود تحسب أنهم ... وقوف لحاج والركاب تهملج