الكلام في بيان أن القرءان في أعلى طبقات الفصاحة
  إحداها: «مَن جهل شيئا عاداه»، ومثله قول الله ø: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ١١}[الأحقاف]، وقوله: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ}[يونس: ٣٩].
  والثانية: «أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما»، وفي قريب من معناه قوله ø: {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً}[الممتحنة].
  والثالثة: «المرء مخبوء تحت لسانه»، وفي قريب من معناه قوله ø: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[محمد: ٣٠]. فتأمل التفاوت الذي بين تلك الكلمات الثلاث، وبين ألفاظ الآيات التي ذكرناها، يَبِنْ لك صحة ما ادعيناه.
  ومن ذلك قول الله ø: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}[النمل: ٨٨]، فانظر كم بينه وبين قول الشاعر:
  بأرعن مثل الطود تحسب أنهم ... وقوف لحاج والركاب تهملج