إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في ذكر ما في القرءان من الإخبار عن الغيوب

صفحة 245 - الجزء 1

  وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ١١ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ}⁣[الحشر]، وهذه قصة مشهورة، وهي قصة بني النضير، وذلك أنهم كانوا في عهد رسول الله ÷ فغدروا ونقضوا العهد، وهموا باغتيال رسول الله ÷، فأوحى الله بذلك إلى نبيه ÷ وبما تآمروا بينهم. وهذا إحدى المعجزات.

  ثم تقدم إليهم رسول الله ÷ بمفارقة موضعهم، والجلاء عنه، وأعلمهم أنهم نقضوا العهد وبما تآمروه بينهم.

  فأذعنوا وعزموا على الجلاء، فراسلهم عبد الله بن أبي بن سلول، وكان من كبار المنافقين، ووعدهم بالنصرة. وأنه مع أصحابه معهم، وأنهم إن خرجوا إلى الجلاء أجلوا معهم، وإن قاتلوا نصروهم، وأنهم لا يطيعون فيهم رسول الله ÷، فشهد الله ø أنهم لكاذبون، وأنهم لا يفون لليهود بما وعدوهم، فجرى الأمر في ذلك على ما أخبر الله به ø وشهد به عليهم، وأن النبي ÷ أخرج بني نضير عن حصونهم، فلم يخرج المنافقون معهم، ولا نصروهم في قتل رسول الله ÷ بني قريظة صبرا، وسبي ذراريهم ونسائهم بعد ما حاصرهم، وحارب أهل