إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

ذكر جملة من المعجزات التي وردت بها الأحاديث

صفحة 260 - الجزء 1

  على رسول الله ÷ بالتهديد، وتعريفه ÷ إياهم أن كسرى قد قتل.

  فأما أهل النقل فهم يعرفون القصة بشرحها وطولها. وقد حذفنا ما لم نحتج إليه منها.

  ومن ذلك قصة العباس بن عبد المطلب «حين أُسِرَ يوم بدر، فلما جاء إلى المدينة قال ل هـ ÷: افْدِ نفسك وابني أخويك، عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث.

  قال: ليس لي مال.

  قال: فأين المال الذي وضعته بمكة، حين خرجت عند أم الفضل ليس معكما أحد؟! ثم قلت لها: إن أُصبتُ في سفري هذا، فللفضل كذا، ولعبد الله كذا، ولقثم كذا، ولعبيد الله كذا.

  فقال العباس: والذي بعثك بالحق ما عَلِمَ هذا غيري وغيرها، وإني لأعلم أنك رسول الله صلى الله عليك، ففدى العباس نفسه وابني أخويه». وهذه قصة مشهورة ظاهرة عند أهل النقل.

  ومن ذلك قصة عمير بن وهب الجمحي في سبب إسلامه، وهي «أنه وصفوان بن أمية الجمحي قعدا في الحجر يتذاكران قتلى بدر، ويتوجعان لهم، ويقول صفوان: لا خير في العيش بعدهم. فقال عمير: لولا دَين عليّ، وما أخشى من ضيعة عيالي بعدي. ركبت إلى محمد بعلة أسيرٍ لي في أيديهم، وقتلته.