إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

ذكر ما وجد في الكتب المتقدمة من البشارات بالنبي ÷

صفحة 289 - الجزء 1

  وفي فصل من كتاب أشعياء النبي صلى الله عليه: «لتفرح أرض البادية العطشى، ولتبتهج البراري والفلوات، ولْتَزْهُ، لأنها ستعطى بأحمد محاسن لبنان، وكمال حسن الدساكر والرياض».

  ومن المعلوم أن البادية لم يحصل لها ولفلواتها المحاسن إلا بالاسلام والمسلمين، فبان أنه بشارة بالنبي ÷، وإن كان في أهل الكتاب من ينكر الاسم على عادتهم في التحريف.

  وعن حبقوق النبي صلى الله عليه: «جاء الله من التيمن، والقدوس من جبال فاران، وامتلأت الأرض من تمجيد أحمد وتقديسه، وملك الأرض ورقاب الأمم». وقد بيَّنا أن جبال مكة تسمى في التوراة: جبال فاران.

  وقال داوو صلى الله عليه في مزموره، في صفة النبي ÷: «إنه يجوز من البحر إلى البحر، ومن لدن الأنهار إلى منقطع الأنهار، وأنه تجثو أهل الجزائر بين يديه على ركبهم، ويلحس أعداؤه التراب. تأتيه الملوك بالقرابين، تسجد ل هـ وتَدِينُ ل هـ الأمم