ذكر ما قيل في أمره ÷ على سبيل التأكيد
  مناف، وهم قبيلة مثل بني هاشم في الكثرة، أو يكونون أكثر منهم، ثم قايست بين جميعهم وبين ذرية الرسول ÷، فإنك لا تجد في جميعهم من الفضل ما تجد في هؤلاء.
  ثم أزيدك بياناً، قس جميع قريش - وهم قبائل عدة، وبنو هاشم قبيلة من تلك القبائل، وأولاد الحسن والحسين بطن من بني هاشم - بهم، فإنك لا تجد في جميع قريش ما تجد في هؤلاء À، فليشرح صدرك أن الله جل وعز أكرم نبيه ÷ بأن جعل في ذريته من الفضل ما لم يجعله في سائر القبائل، مع كثرة عددها، وقلة عدد هؤلاء، ثم مع ذلك قد خصوا بحشمة في النفوس واثقة، وهيبة في الصدور راسخة، يشترك فيها أعداؤهم وأولياؤهم، لا يمكن لهم دفعها عن أنفسهم، وذلك مما لا يجوز أن يكون اتفق إلا بلطف من الله، يلطفه لهم، تعظيما لأمر نبيه ÷، وتنبيهاً على عظيم محله ÷.
  ومن ذلك ما اختصت به هذه الأمة من العلوم الجمة، التي لم تختص بها أمة من الأمم، فإن المتكلمين منهم، عبروا في وجوه جميع المخالفين كالفلاسفة، وفِرَق الثنوية، من الدياصنية، والمانوية، وكاليهود والنصارى. وأُبِرُوا عليهم، ونصروا الحق، حتى لا تجد أحدا من هؤلاء إذا ناظر متكلما من المسلمين إلا مجندَلا مشهودا. ولا