إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

الكلام في أن معارضة القرءان لم تقع

صفحة 90 - الجزء 1

  قيل له: أما ابتداؤها والاتيان بها لو لم يتعذر عليهم، كان لا يجوز أن يكون ما ذكرتم مانعا لهم منها، لأن الأحوال كانت على خلاف ذلك، وسنشبع القول فيه، ونوضحه في الفصل الذي نذكر فيه أن كَفَّهم عن المعارضة لم يكن إلا للتعذر. وأما النقل فلا يجوز أن يخفى لما ذكرتم.

  ألا ترى أن عامة الأحوال مع قوة جملة الاسلام، وظهور أمره، لم يسلم من أن يكون فيها من كان يطعن على النبي ÷، ويروم القدح في الاسلام.

  فهذا يزيد بن معاوية لعنه الله لما حمل إليه رأس الحسين بن علي ~ جعل يقول:

  ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل

  لأهلوا واستهللوا فرحا ... ولقالوا يا يزيد لا شلل

  لست من عتبة إن لم أنتقم ... من بني أحمد ما كان فعل