[قرآن مسيلمة الكذاب]
  ولئن جاز أن ذلك معارضة، فلِمَ لا يكون معارضا لقول امرئ القيس:
  كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي
  بأن يقول:
  تخال الوحش في طل أرضنا ... وفي بيتنا التفاح والعنب البالي
  ولِمَ لا يكون معارِضا لقوله:
  خليليَ مرا بي على أم جندب ... لنقضي حاجات الفؤاد المعذب
  بأن يقول:
  حبيبيا سيرا بي على أخت زينب ... لنقضي أوتار الفؤاد المعذب
  ولِمَ لا يكون معارضا لقول الكميت:
  طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منى وذو الشيب يلعب
  بأن يقول:
  لعبت وما ميلا إلى السمر ألعب ... وما لهوىً مني وذو السن يطرب
  أترى هذا الجاهل لم يعرف شيئا من نقائض جرير والفرزدق، وما معارضات أمرئ القيس وعلقمة؟ ولم يتصور كيف كانت تجري المعارضات بين العرب.
  وما عندي أنه خفي عنه ذلك، لكنه أراد أن يسخر بما أتاه من بعض الجهال أو الأغمار.