[قرآن مسيلمة الكذاب]
  العقاب إلا مع ذكر المهل أو العفو، وهما كقوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا ٥٨}[البقرة]، وكقوله: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى}[النحل: ٦١]، وكقوله: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى}[فاطر: ٤٥]، وكقوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء} ... إلى قوله: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ}[الأنعام: ١٣٣ - ١٣٤].
  وقول هذا الجاهل: «ولهم الجزاء الأوفى يوم الثواب»، كلام مختل لأن جزاء المخرج لا تعلق له الثواب.
  ومن كلام هذا الجاهل بعد هذا الفصل: «يا أيها الناس قد نسب أهل العراق إلى الشقاق والنفاق، وفي الزعاق، ويظهرون طاعتهم للخلاف، وإن ربك هو أعلم بمن حاد عن طريقهم، وهو أعلم بالمعتدين، وأوفى للمهتدين».
  أما ابتداء هذا الكلام فهو أسجاع باردة لا فائدة فيها، وهو من جنس كلام مسيلمة، ولهذا قال أبو بكر لما بلغه شيء من كلام مسيلمة: «إنه كلام لم يخرج من إله»، يعني: من عند الله تعالى، {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ١٢٥}[النحل]،