إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[قرآن مسيلمة الكذاب]

صفحة 113 - الجزء 1

  وليس الغرض فيه إلا الاستلذاذ للجديد، فالأمر فيما ذكره إذن على العكس مما قاله.

  فإن قيل: فنحن نعلم أن بعض أهل البلدان يستلذون من الأطعمة والملابس ما لا يستلذه أهل بلد آخر، وليس ذلك إلا للإلف.

  قيل له: ذلك يكون إذا اختلفت الأجناس، كما أن أهل طبرستان يستلذون خبز الأرز فوق ما يستلذون خبز البر.

  فأما إذا كان الجنس واحدا، فلا شك في مزية المستحدث الجديد. ولهذا قيل في المثل: «لكل جديد لذة».

  ولهذا قالوا في القرآن: «إنه لا يخلق ولا يمل على كثرة الرد».

  فجعلوا ذلك من آياته.

  ولا يكسب الملال إذا كثر ترديده، ودامت تلاوته.

  يجري الأمر فيه على خلاف المعتاد، على أن ما ذكره لو كان صحيحا لبطل التفاضل بين الأشياء في ذواتها، وكان الفضل يرجع إلى المعتاد المتقادم، وكان المكثر لإنشاد شعر الحبرزي إذا أنشد في النادر شعر امرئ القيس، وكان عارفا بالشعر ومحاسنه ومساوئه، وبالفرق بين الكلام الفصيح وغير الفصيح، يجب أن يرى شعر الحبرزي على طبقة من شعر امرئ القيس، وهذا لا يرتكبه إلا جاهل، فكان يجب على هذا أن يكون الذي يكثر عنده الجواري الزنجيات القبائح، إذا