إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(2) سورة البقرة

صفحة 23 - الجزء 1

  وتتنبه أذهانهم ونفوسهم {رَيْبَ}: الريب: الشّكّ وقلق النّفس واضطرابها وفي الحديث: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» هذا وللريب في اللغة ثلاثة معان أحدها: الشك وهو المراد هنا، وثانيها التهمة قال جميل:

  بثينة قالت: يا جميل اربتني ... فقلت: كلانا يا بثين ريب

  وثالثها الحاجة قال:

  قضينا من تهامة كل ريب ... وخيبر ثم أجمعنا السيوفا

  {يُنْفِقُونَ} نفق الشيء ونقد بمعنى واحد وكل ما جاء مما فاؤه نون وعينه فاء دالّ على معنى النّفاد والخروج والذهاب يقال: نفث الشيء من فيه: رمى به ونفث في العقد ومن أقوالهم: «لا بد للمصدور أن ينفث» و «هذه نفثة مصدور» ونفق الحمار: مات والتقصّي في هذا الباب، يضيق عنه صدر هذا الكتاب وهو من عجائب ما تميّزت به لغتنا الشريفة وسيأتيك الكثير من أمثاله في هذا الكتاب العجيب {الْمُفْلِحُونَ} الفائزون ببغيتهم الذين انفتحت أمامهم وجوه الظفر وكل ما جاء ممّا فاؤه فاء وعينه لام دال على معنى الانفتاح والشّقّ نحو فلق وفلح.

  الاعراب:

  {الم} كلمة أريد لفظها دون معناها في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف أي هذه ألم {ذلِكَ} اسم اشارة في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب {الْكِتابُ} خبر ذلك وهو اولى من جعله بدلا من اسم الاشارة لأنه قصد به الإخبار بأنه الكتاب المقدس المستحق لهذا