إعراب القرآن وبيانه،

محيي الدين درويش (المتوفى: 1403 هـ)

(2) سورة البقرة

صفحة 25 - الجزء 1

  في محل رفع مبتدأ {يُوقِنُونَ} فعل مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية وهي «ومما رزقناهم ينفقون» وسيأتي سر المخالفة بين الجملتين في باب البلاغة {أُولئِكَ} اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب {عَلى هُدىً} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لأولئك {مِنْ رَبِّهِمْ} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لهدى والجملة استئنافية لا محل لها {وَأُولئِكَ هُمُ} أولئك مبتدأ، وهم ضمير فصل أو عماد لا محل له {الْمُفْلِحُونَ} خبر أولئك ولك أن تعرب هم مبتدأ والمفلحون خبره والجملة الاسمية خبر أولئك.

  البلاغة:

  في هذه الآيات فنون عديدة نوردها فيما يلي:

  ١ - التعريف: في تعريف الكتاب بالألف واللّام تفخيما لأمره وهو في الأصل مصدر قال تعالى: «كتاب الله عليكم».

  ٢ - التقديم: فقد قدم الريب على الجار والمجرور لأنه اولى بالذكر استعدادا لصورته حتى تتجسّد أمام السّامع.

  ٣ - وضع المصدر هدى موضع الوصف المشتق الذي هو هاد وذلك أوغل في التعبير عن ديمومته واستمراره.

  ٤ - المجاز المرسل: في قوله «هدى للمتقين» وعلاقته اعتبار ما يئول اليه أي الصّائرين الى التقوى.

  ٥ - الإيجاز: في ذكر المتقين لأن الوقاية اسم جامع لكل ما تجب الوقاية منه.