أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[دعوة عامة: من أوائل كتب دعوة الإمام زيد بن علي @ يحض الناس على إجابة دعوة أهل البيت $، وينظر صدق نصرتهم لو قام بدعوة الإمامة فيهم]

صفحة 59 - الجزء 1


= واستعمل الخَونة وخوَّن أهل الامانات، وسلط المجوس، وجهز الجيوش، وقتل الولدان، وأمر بالمنكر، ونهى عن المعروف، يحكم بخلاف حكم الله، ويصد عن سبيله، وينتهك محارم الله، فمن أشرّ عند الله منزلة ممن افترى على الله كذباً، أو صَدّ عَن سبيل الله وَبغى في الأرض، ومَن أعظم عند الله منزلة ممن أطاعه ودَان بأمرِه وجَاهد في سبيله، ومن أشر عند الله منزلة ممن يزعم أن بغير [لعلها تغيير] ذلك يحق عَليه ثمّ تَرك ذلك استخفافا بحقّه، وتهاونا في أمر الله، وإيثاراً للدنيا، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، أولئك يدخلون الجنة. فمَن سَألنا عَن دَعوتنا فَإنّا ندعو إلى الله وإلى كتابه وإيثاره على ما سواه وأن نصلّي الصلاة لوقتها، ونَأخذ الزكاة مِن وَجهها وندفعها إلى أهلها، وننسك المناسك بهديها، ونضع الفيء والأخماس في مواضعها، ونجاهد المشركين بَعد أن نَدعوهم إلى دين الحنيفية، وأن نجبر الكسير، ونفك الأسير، ونرد على الفقير، ونضع النّخوة والتجبر والعدوان والكِبر، وأن نرفق بالمعاهدين ولا نكلفهم ما لا يطيقون. اللهم هذا ما ندعو إليه، ونجيب من دعا إليه، ونعين ونستعين عليه [ثم مقدار تسع كلمات غير واضحة في المطبوع]، وإعزاز دِينِك، اللهم فإنّا نُشهِدُك عليه يا أكبرَ الشّاهِدين شهادةً، ونُشهد عليه جَميع من أسكنته أرضك وسماواتك، اللهمّ ومَن أجَاب إلى ذلك من مُسلم فَأعظِم أجره، وأحسن ذُخره، ومِن عاجل السّوء وآجلِه فَاحفظه، وكُن لَه ولياً وهاديا وناصرا. ونسألك اللهم مِن أعوانك وأنصَارك على إحيَاء حَقّك عصابة تحبهم ويحبونك، يجاهدون في سبيلك، لا تأخذهم فيك لومة لائم. اللهم وأنا أول مَن أناب وأول من أجاب، فَلبيك يا رب وسعديك فأنت أحق مَن دُعي، وأحق من أُجيب، فواجبوا إلى الحق وَأجيبوا إليهِ أهلَه، وكونوا لله أعوانا، فَإّنما ندعوكم إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم الذي إذا عمل فيكم به استقام لكُم دينكم، ومن استجاب لنا منكم عَلى هذا فهو في حلّ مما أخذنا عليه ومَا أعطانا مِن نَفسه إن لم نستقم عَلى مَا وَصفنا مِن العمَل بكتاب الله وسنة نبيه، ولسنا نُريد اليوم غَير هذا حتى نَرى مِن أمرنا، فَإن أتمّ الله لنا ولكُم مَا نرجو كان أحق لهذ الأمر أن يَتولى أمركم الموثوق عِند المسلمين فيه بدينه وفهمه وبَابه وَعِلمِه بِكتاب الله وسنن الحَق مِن أهل بيت نبيكم، فإن اختار إلى [آل كمَا في المتن] محمد وعترته [غيري كما في المتن] أتبعه، وكنت معهم عَلى ما اجتمعوا عليه، وإن عرفوا إلى [الصواب أنّي] أقوَمهم بذلك استعنتُ بالله رَجَوت توفيقه، ولم أكن أبتز =