أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[دعوة عامة: من أوائل كتب دعوة الإمام زيد بن علي @ يحض الناس على إجابة دعوة أهل البيت $، وينظر صدق نصرتهم لو قام بدعوة الإمامة فيهم]

صفحة 58 - الجزء 1


= محمد ÷ أهل الكتاب من قبل كما أمره الله سبحانه فقال: {يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا الله وَلا نُشْرِكَ به شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً من دُونِ الله}، وقد عرفتم حالكم الذي أنتم عليه من الفتنة في دينكم، والبلاء في معايشكم من أمر سفك الدماء، والاستئثار عليكم بفيّكم، فهذا ما أنتم عليه واليوم مقيمون وبه آخذون، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد ÷، والدفع عن المستضعفين، ومجاهدة الظالمين الذين انتبزوا أهل البيت بيت نبي رب العالمين، فبادروا إلى عبادة الله، واحذروا أن يحل بكم عذاب الله وبأسه، وما حل على ما كان قبلكم من أهل معصيته والتولي عن أمره، وراجعوا الحق واحموا أهله، وكونوا لهم أعوانا إليه ليكونوا من المفلحين، والسلام على عباد الله الصالحين» [الفتوح: ٨/ ٢٨٨]. ويروي هذه الرسالة فرات بن إبراهيم الكوفي بغير لفظ، أو رسالةٍ أخرى لكثرة رسائل الإمام زيد بن علي @ إلى المُسلمين، وهي في سياق ما وصفناه من أمر الدّعوة في أصل الكتاب، قال: «حدثنا الحسين بن العباس وجعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي قال: حدثنا نصر بن مزاحم، عن الحسن بكار، عن أبيه، عن زيد بن علي @ أنّه قال في بعض رسائله: «عِبادَ الله اتقوا الله، وأجيبوا إلى الحق، وكونوا أعواناً لمن دعاكم إليه، ولا تأخذوا سنة بني إسرائيل، كَذّبُوا أنبياءهم وقتلوا أهل بيت نبيهم. ثم أنا أذكركم أيها السامعون لدعوتنا، المتفهمون لمقَالتنا بالله العظيم الذي لم يذكر المذكرون بمثله، إذا ذكرتمموه وجلت قلوبكم واقشعرت لذلك جلودكم، ألستم تعلمون أنا أهل بيت نبيكم المظلومون المقهورون من ولايتهم، فلاسهم وُفينا، ولا ميراث أُعطينا، ما زال قائلنا يُقهَر - يعني: يكذب - ويولد مَولودنا في الخوف، وينشأ ناشئنا بالقهر، ويموت ميتنا بالذل. ويحكم إن الله قد فرض عليكم جهاد أهل البغي والعدوان، وفرض نُصرة أوليائه الداعين إليه وإلى كتابه قال الله: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وإنّا قوم غضبنا لله رَبنا، ونقمنَا الجور المعمول به في أهل مِلتنا، فَوضعنا كل من توارث الخلافة، وحكم بالهوى، وَنقضَ العهد، وصلّى الصلاة لغير وقتها، وَأخذ الزكاة من غير وجهها ودفعها إلى غير أهلها، ونسك المناسك بغير هديها، وجعل الفيء والأخماس والغنائم دُولة بين الأغنياء ومنعها المساكين وابن السبيل والفقراء، وعطل الحدود، وحكم بالرّشا والشفاعات وقُرب الفاسقين، فمثّلَ بالصّالحين، =