[طائفة من الأخبار في البشارة بالإمام زيد بن علي @، ومقتله وصلبه، ومنزلته]
= الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْفُقَيْمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخُلْعِي. عَنْ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الأَيْهَمِ الْيَمَامِي، قَالَ: أَتَيْنَا زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالرَّصَافَةِ (رَصَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ) فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فِيْ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَعُلَمَائِهِمْ وَجَآؤُوا مَعَهُمْ بِرَجُلٍ قَدِ انْقَادَ لَهُ أَهْلُ الشَّامِ فِيْ الْبَلاَغَةِ وَالْبَصَرِ بِالْحُجَجِ، وَكَلَّمْنَا زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ فِيْ الْجَمَاعَةِ، وَقُلْنَا: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَإِنَّ أَهْلَ الْجَمَاعَةِ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَأَنَّ أَهْلَ الْقِلَّةِ هُمْ أَهْلُ الْبِدْعَةِ وَالضَّلاَلَةِ، قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ ÷، ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ مَا سَمِعْتُ قُرَشِيًّا وَلاَ عَرَبِيًّا أَبْلَغَ فِيْ مَوْعِظَةٍ، وَلاَ أَظْهَرَ حُجَّةً، وَلاَ أَفْصَحَ لَهْجَةً، قَالَ: ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَيْنَا كِتَاباً، قَالَهُ فِيْ الْجَمَاعَةِ وَالْقِلَّةُ ذُكِرْتْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَمْ يَذْكُرْ كَثِيْراً إِلاَّ ذَمَّهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَلِيْلاً إِلاَّ مَدَحَهُ، وَالْقَلِيْلُ فِيْ الطَّاعَةِ هُمْ أَهْلُ الْجَمَاعَةِ، وَالْكَثِيْرُ فِيْ الْمَعْصِيَةِ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ. قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: (فَسُرَّ) فَمَا أَحْلَى وَلاَ أَمَرَّ، وَسَكَتَ الشَّامِيُّوْنَ فَمَا يُجِيْبُوْنَ بِقَلِيْلٍ وَلاَ كَثِيْرٍ، ثُمَّ قَامُوْا مِنْ عِنْدِهِ فَخَرَجُوا وَقَالُوا لِصَاحِبِهِمْ: فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَفَعَلَ، غَرَرْتَنَا وَفَعَلْتَ، زَعَمْتَ أَنَّكَ لاَ تَدَعُ لَهُ حُجَّةً إِلاَّ كَسَرْتَهَا فَخَرِسْتَ فَلَمْ تَنْطِقْ، فَقَالَ لَهُمْ: وَيْلَكُمْ كَيْفَ أُكَلِّمُ رَجُلاً إِنَّمَا حَاجَّنِي بِكِتَابِ اللَّهِ أَفَأَسْتَطِيْعُ أَنْ أَرُدَّ كَلاَمَ اللَّهِ. فَكَانَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ يَقُوْلُ بَعْدَ ذَلِكَ: مَا رَأَيْتُ فِيْ الدُّنْيَا رَجُلاً قُرَشِيًّا وَلاَ عَرَبِيًّا يَزِيْدُ فِيْ الْعَقْلِ وَالْحُجَجِ عَلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ @» [الأمالي الاثنينية: ٥٨٩]، وقال الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني #: «قال خالد بن صفوان: انتهَت الفصاحة والخطابة والزهادة والعبادة من بني هاشم إلى زيد بن علي، لقد شهدته عند هشام بن عبد الملك وهو يخاطبه وقد تضايق به مجلسه» [الإفادة في تاريخ الأئمة السادة]، وروى مثله الموفق الخوارزمي [مقتل الحسين: ٢/ ١١٩]، ونقل مغلطاي بن قليج الحنفي، (ت ٧٦٢ هـ): «وفي كتاب (الزهد) لأحمد بن حنبل: عن خالد بن صفوان قال: رأيت زيد بن علي يبكي حتى تختلط دموعه بمخاطه» [إكمال تهذيب الكمال: ٥/ ١٦٤].