[طائفة من الأخبار في البشارة بالإمام زيد بن علي @، ومقتله وصلبه، ومنزلته]
= لَثِقَتْ لِحْيَتُه، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ #: يَا أَبَتِ، مَالَكَ تَبْكِي؟ قَالَ: يَا بُنِيَّ، لأُمُوْرٍ خُفِيَتْ عَلَيْكَ، أَنْبَأَنِي بِهَا رَسُوْلُ اللَّهِ ÷، قَالَ: وَمَا أَنْبَأَكَ بِهِ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ، لَوْلاَ أَنَّكَ سَأَلْتَنِي مَا أَخْبَرْتُكَ لِئَلاَّ تَحْزَنَ وَيَطُوْلَ هَمُّكَ، أَنْبَأَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ ÷ فَذَكَرَ حَدِيْثاً طَوِيْلاً، قَالَ فِيْهِ: «يَا عَلِيُّ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا وَلِيَهَا الأَحْوَلُ الذَّمِيْمُ الْكَافِرُ اللَّئِيْمُ فَيَخْرُجُ عَلَيْهِ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ طُوْلِهَا وَالْعَرْضِ»، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ مَنْ هُوَ؟ قَالَ: «يَا عَلِيُّ رَجُلٌ أَيَّدَهُ اللَّهُ بِالإِيْمَانِ وَأَلْبَسَهُ قَمِيْصَ الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ، فَيَخْرُجُ فِيْ عُصَابَةٍ يَدْعُوْنَ إِلَى الرَّحْمَنِ، منْ أَعْوَانُهُ خَيْرُ أَعْوَانٍ، فَيَقْتُلُهُ الأَحْوَلُ ذُو الشَّنَآنِ، ثُمَّ يَصْلُبُهُ عَلَى جِذْعِ رُمَّانٍ، ثُمَّ يُحْرِقُهُ بِالنِّيْرَانِ، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِالعِسْبَانِ حَتَّى يَكُوْنَ رَمَاداً كَرَمَادِ النِّيْرَانِ، ثُمَّ تَصِيْرُ إِلَى اللَّهِ ø رُوْحُهُ وَأَرْوَاحُ شِيْعَتِهِ إِلَى الْجِنَانِ»» [الأمالي الاثنينية: ٥٧٥]، وروى # أيضاً، قال: «قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِي قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ. جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ #: لَمَّا أَخْبَرَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ ÷ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ وَصَلْبِ ابْنِهِ زَيْدٍ، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ تَرْضَى أَنْ يُقْتَلَ وَلَدُكَ؟ فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ أَرْضَى عَنِ اللَّهِ فِيَّ وَفِيْ وَلَدِي، إِنَّ لِي دَعْوَتَيْنِ: أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَالْيَوْمُ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَإِذَا عُرِضُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ أَمِّنْ عَلَى دُعَائِي: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَسَلِّطْ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَامْنَعْهُمْ الشُّرْبَ مِنْ حَوْضِي وَمُرَافَقَتِي، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ أَتَانِي جِبْرِيْلُ # وَأَنَا أَدْعُو وَأَنْتَ تُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِي، فَقَالَ: قَدْ أُجِيْبَتْ دَعْوَتُكُمَا»» [الأمالي الاثنينية: ٥٧٦]، وروى الحافظ أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني #، قال: «أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن بن عبيد الأسدي القاضي، قال: حدثنا خلف بن بكر بن نصر، عن عراك بن مالك، عن عبدالله بن عبدالله بن عقبة بن مسعود، عن ابن عباس قال: مرَّ علي # بالكناسة في نفر من أصحابه فبكى وبكوا من بكائه، فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما يبكيك، ومَا قصتك؟ قال: أخبرني حبيبي رسول الله: «أن رجلاً من ولدي يصلب هاهنا لا ترى الجنة عين رأت عورته»» [المصابيح في السيرة: ٣٩٨]. وروى # أيضاً، قال: «أخبرنا عبد الرحمن =