[من أخبار الإمام زيد بن علي @ مع هشام بن عبد الملك]
[من أخبار الإمام زيد بن علي @ مع هشام بن عبد الملك]:
  ١٩ - قَال الزُّهرِي(١): دَخَلَ زَيد بن علي @ عَلى هِشَام بن عَبد الملك، فَسَلَّمَ عَليه، فَرَدَّ هِشام السَّلام، وَرَفَعَ مَجْلِسَه، وَأَقْبَلَ عَلَيهِ بِوَجْهِهِ وَتَبَسَّمَ إِلَيهِ، فَأقْبَلَ إلَيهِ زَيدٌ # فَقَالَ: «اتَّقِ الله أيُّهَا المَرْءُ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الله بِفَوْقِ أنْ يُؤمُر بِتَقْوَى الله، وَلا أَحَدٌ بِدُونِ أن يَأمُرَ بِتقَوَى الله(٢)، وَكَفَاكَ كَبِيرَةً أنْ تَكُونَ مِنَ الذينَ إذَا أُمِرُوا
(١) هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبدالله بن شهاب الزُّهري، القرشي، المدني، نزبل الشّام، أبو بكر. ولد سنة (٥٠ هـ)، من شرطة بني أمية، ومن المحدثين. روى عن: أنس بن مالك، وعبدالله بن عمر، والإمام علي بن الحسين #، وأبي الطفيل عامر بن واثلة، وغيرهم. وروى عنه: أيوب السختياني، والحجاج بن أرطأة، وسفيان بن عيينة، وغيرهم. ووفاته سنة (١٢٤ هـ). قدح فيه أئمة العترة $. [الطبقات الكبرى لابن سعد، سير أعلام النبلاء: ٥/ ٢٣٦].
(٢) روى البلاذري، قال: «دخل عَلَى هِشَام بْنِ عَبْدِ الملك فَقَالَ: إنه ليس أحد بدون أن يوصي بتقوى اللَّه، وَلا أحد فوق أن يوصى بها» [أنساب الأشراف: ٣/ ٢٢٩]، وروى الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني الحسنيّ #، قال: «أَخْبَرَنَا أبي ¦، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بن مُحَمَّدِ بن يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي يَحْيَى بن الْحَسَنِ الْعَقِيقِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بن أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كُلَيْبُ الْحَارِثِي أَنَّ زَيْدَ بن عَلِيٍّ # دَخَلَ عَلَى هِشَامِ بن عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَدْ جَمَعَ لَهُ هِشَامُ الشَّامِيِّينَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ: إنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِ الله فَوْقَ أَنْ يُوَصَّى بِتَقْوَى اللهِ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِ الله دُونَ أَنْ يُوصِي بِتَقْوَى الله وَأَنَا أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: أَنْتَ زَيْدٌ الْمُؤَمِّلُ لِلْخِلافَةِ الرَّاجِي لَهَا، وَمَا أَنْتَ وَالْخِلافَةُ وَأَنْتَ ابْنُ أَمَةٍ، فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ #: إنِّي لاَ أَعْلَمُ أَحَداً عِنْدِي أَعْظَمُ مَنْزِلَةً عِنْدَ الله مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ بَعَثَ الله نَبِيَّاً هُوَ ابْنُ أَمَةٍ فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ تَقْصِيراً عَنْ حَتْمِ الغَايَةِ لَمْ يُبْعَثْ وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ بن إبْرَاهِيمَ وَالنُّبُوَّةُ أَعْظَمُ مَنْزِلَةٍ عِنْدِ الله مِنَ الْخِلاَفَةِ فَكَانَتْ أُمٌّ إِسْمَاعِيلَ مَعَ أُمِّ إِسْحَاقٍ كُأُمِّي مَعَ أُمِّكَ، ثُمَّ لَمْ يَمْنَعْ ذَلِكَ أَنْ جَعَلَهُ الله أبا العَرَبِ وَأَبَا خَيْرَ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ ÷ وَمَا تَقْصِيرِكَ بِرَجُلٍ =