أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في بيعة الإمام زيد بن علي @، وشدته في جانب العدل، وكتبه ودعوته للأمة]

صفحة 109 - الجزء 1

  الطِّفلَ الصَّغِير، أو الشَّهادَةَ، فَما عِندَ الله خَير للمُتَّقِين. انْطَلِقْ، فَقُلَ لَهُ: لا حَاجَةَ لَنَا فِيكَ [وَلا فِي بَيْعَتِك]⁣(⁣١)».

  ٢٧ - قال [أبو مِخْنَف]: فَلَما رَأى زَيدُ بن علي @ خِذْلانَ النَّاسِ إيَّاهُ، أَقْبَلَ عَلى⁣(⁣٢) نَصْرِ بن خُزيمَةَ، فَقَال لَه: «يَا نَصْر، أخَافُ أهلَ الكُوفَة قَدْ جَعَلُوهَا حُسَينِيَّةً؟!». فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاك، والله مَا أدْرِي، غَير أنْ أُخْبِرَكَ عَنْ نَفسِي أنّي سَأَضْرِبُ دُونَكَ بِسَيفِي هَذَا حَتّى أَمُوت⁣(⁣٣).

  ٢٨ - قال [أبو مِخنَف]: كَانَ خُرُوجُ زَيدِ بن عَلي @ في غُرَّةِ صَفَر، بَعْدَ أَنْ أَقَامَ مُتَخَفِّيَاً بالكُوفَةِ وَالبَصْرَةِ وَوَاسِط قَريباً مِن سَنَتَين، يَدعُو النَّاسَ، وَيُعَلِّمُهُم الدِّينَ وَالشَّرَائِعَ، وَيُرْسِلُ رُسُلَهُ وَكُتُبَه إلى آفَاقِ الإسْلام، وَيَكْتُبُ إلى عُلَمَائِهِم وَغَيرِهِم مِنَ


(١) ساقط في (ب).

(٢) في (ب): إلى.

(٣) روى أحمد بن يحيى البلاذريّ، قال: «قال المدائني عَن أَبِي مخنف وغيره: ..... ، ودعا زيد النَّاس بالكناسة وناشدهم فلم يجبه إِلا رجلان أَوْ ثلاثة، فَقَالَ لنصر بْن خزيمة: أراها والله حسينية فَقَالَ نصر: إنما علي أن أضرب بسيفي حَتَّى أموت» [أنساب الأشراف: ٣/ ٢٤٦]، وروى الطبري، قال: «ذكر هشام عن أبي مخنف: .... . قَالَ: وأقبل زيد بْن علي، وقد رأى خذلان الناس إياه، فقال: يا نصر بْن خزيمة، أتخاف أن يكون قد جعلوها حسينية! فقال له: جعلني الله لك الفداء! اما انا فو الله لأضربن معك بسيفي هذا حتى أموت» [تاريخ الطبري: ٧/ ١٤٨]، وروى أبو الفرج الأصفهاني، عن أبي مخنف وسعيد بن خثيم دخلَت روايتهما في بعض، قال: «وأقبل زيد بن علي فقال: يا نصر بن خزيمة أتخاف أهل الكوفة أن يكونوا فعلوها حسينية؟. قال: جعلني الله فداك أما أنا فو الله لأضربن بسيفي هذا معك حتى أموت» [مقاتل الطالبيين: ١٣٥]، وانظر [تجارب الأمم وتعاقب الهمم: ٣/ ١٤٤]، [الأمالي الاثنينية: ٦١٥]، [الكامل في التاريخ: ٤/ ٢٦٨]، [نهاية الأرب في فنون الأدب: ٢٤/ ٤٠٤].