أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في بيعة الإمام زيد بن علي @، وشدته في جانب العدل، وكتبه ودعوته للأمة]

صفحة 108 - الجزء 1

  والرِّضَا مِنْ آل مُحمَّدِ ÷؟». قَالَ، قُلْتُ: نَعَم. قَالَ: «وَلَكَ مِثلُ ذَلِك عَلينَا، لَنَصْبرَنَّ عَلى المَوتِ مَعَكَ، لا نُولّي دُبُراً حَتّى يَحكُمَ الله بَينَنَا وَبَينَ عَدُوِّنَا عَلى مَا وَصَفْنَا لَكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّنَا تَعَالى وسُنَّةِ نَبيّئنَا وَالرَّضَا مِنْ آل محمد ÷، فَإنْ نَحْنُ خَالفنَا كِتَابَ رَبِّنَا تَعَالى وَسُنَّةَ نَبيئنا ÷ ومَا وَصَفْنَا لَكَ مِنَ الرِّضَا مِنْ آل مُحَمَّد؛ فَأنْتَ فِي حِلٍّ وَسِعَةٍ مِمّا أَعْطَيْتَنَا مِنْ [نَفْسِكَ]⁣(⁣١)».

  ٢٦ - عن [سورة]⁣(⁣٢) بن كليب⁣(⁣٣)، قَال: بَعَثَني زَيدُ بن علي @ إلى رَجُلٍ لأخْذِ بَيْعَتِه. قَالَ، فَقَالَ لي الرَّجُلُ: أترَانِي إذَا بَايَعْتُهُ يُعْطِينِي شَيئاً؟. قَال، فَقالَ لي: يَا سودة انطَلِق إليهِ، فَقُل لَه: «قَدْ جَعلنَاكَ فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعَتِكَ، لم نَخْرُجْ نَبِغِي الدَّرِاهِمَ ولا الطَّمَعَ في عَرَضِ الدُّنيَا؛ إنّمَا خَرَجْنَا لِنُقَاتِلَ المُخلين، وَنُظْهِرَ هَذَا الدِّين، أو تَكون إحْدَى الحُسْنَيَيْنِ لَنَا: يَفْتَحُ الله عَلى عِبَادِهِ فَيقوَى بِنَا الضَّعِيفُ، وَيحيا بِنَا الشّيخُ الكَبيرُ، وَيُرَبي الله


(١) في (ب): من بيعتك.

(٢) في كلا النسختين: سودة، والصواب ما أثبتنا.

(٣) سورة بن كليب، من أصحاب الإمام زيد بن علي # وأهل ثقته، قال الحافظ عبدالعزيز بن إسحاق البغدادي، يعد أصحاب الإمام زيد بن علي #: «ومنهم سورة بن كليب وكان ثقة الإمام زيد في أكثر أموره»، وقال العلامة ابن أبي الرجال: «سورة بن كليب الزيدي: العالم الكامل حجَّة الإسلام سورة بن كليب الزيدي ¥ أحد أعلام الزيدية، وصاحب العناية بلسانه وسنانه، صحب الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي $ وكان ثقة في أموره، ومفزعة في مهمَّاته البشرية، ترجم له في رجال الزيدية البغدادي وغيره». انظر [فتاوى العلامة عبد الرحمن شايم القسم الثاني، مطلع البدور].