[طائفة من الأخبار في بيعة الإمام زيد بن علي @، وشدته في جانب العدل، وكتبه ودعوته للأمة]
  # بِقَول الله ø: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}[الأحزاب: ٢١]، وَأرْسَلَ إلى أبي حَنيفة النُّعمان بن ثَابت الفُضَيلَ بن الزُّبير(١)، فَلم يُجبه، وَوَجَّهَ إليه بِمَال(٢)، وَأَرْسَلَ إلى سُلَيمان الأعمش عُثمان بن أبي اليَقظان
= أرسلني زيد بن علي إلى زبيد الإمامي أدعوه إلى الجهاد معه» [مقاتل الطالبيين: ١٤١]، وقال الذهبي: «كَانَ مَنْصُوْرُ بنُ المُعْتَمِرِ يَأْتِي زُبَيْدَ بنَ الحَارِثِ، فَكَانَ يَذْكُرُ لَهُ أَهْلَ البَيْتِ، وَيَعْصِرُ عَيْنَيْهِ؛ يُرِيْدُهُ عَلَى الخُرُوْجِ أَيَّامَ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ. فَقَالَ زُبَيْدٌ: مَا أَنَا بِخَارِجٍ إِلاَّ مَعَ نَبِيٍّ، وَمَا أَنَا بِوَاجِدِه» [سير أعلام النبلاء: ٥/ ٢٩٧].
(١) هو: الفضيل بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي، الكوفي، الرسّان، أخوه عبدالله بن الزبير، وكان من أصحاب الإمام زيد بن علي #، ورسوله إلى أبي حنيفة، وهو عم المحدث أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير. قال عبدالله ابن الإمام الهادي القاسمي #: «كان من أهل الفضل والتمسك بالعبادة وممن سلم من سيوف أعداء الله، اشتهر بالرواية، عن زيد والمبايعين له»، وقال # في موضع: «كان صاحب رسالته إلى العلماء ذكره عبد العزيز بن إسحاق، قال في الروضة الندية من الثقات». روى عن: الإمام زيد بن علي #، وأبي إسحاق السبيعي، وغيرهما. وروى عنه: ابن أخيه أبو أحمد الزبيري، يحيى بن المساور، وإسماعيل بن أبان الأزدي، وعمرو بن عبد الغفار، وعامر بن كثير السراج، وغيرهم. انظر [الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى، المحيط بأصول الإمامة، الشافي، مقتل الحسين للخوارزمي، مقاتل الطالبيين: ١٤٦].
(٢) روى أبو الفرج الأصفهاني، قال: «حدثنا علي بن الحسين، قال: أخبرني الحسين، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم، قال: حدّثنا عمرو، عن الفضل بن الزبير، قال: قال أبو حنيفة من يأتي زيدا في هذا الشأن من فقهاء الناس؟. قال: قلت سليمة بن كهيل، ويزيد بن أبي زياد، وهرون بن سعد، وهاشم بن البريد، وأبو هاشم الرّماني، والحجاج بن دينار، وغيرهم. فقال لي: قل لزيد لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوك فاستعن بها أنت وأصحابك في الكراع والسلاح ثم بعث ذلك معي إلى زيد، فأخذه زيد» [مقاتل الطالبيين: ١٤١]، وجاء في المصابيح لأبي العباس الحسني #: «ودعا أبا حنفية فأجابه، =