أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في أحداث المعركة مع الأمويين]

صفحة 122 - الجزء 1

  صَانِعٌ يَابُنَيَّ بَعْدِي؟. قَال: يَا أبَه، أَطْلُبُ وَالله هَذَا الأَمْرَ حَتّى أَمُوت. قَالَ، فَقَال لَه زَيد #: «افْعَلَ يَابُنَي، فَوالله إِنَّكَ عَلى الحَقّ وَهُمْ عَلى البَاطِل، وإنَّ قَتَلاكَ فِي الجَنَّة، وَقَتْلاهُم⁣(⁣١) فِي النَّار». قَال، ثُمّ قَال زَيد بن علي⁣(⁣٢) #: «اقْلَعُوا عَنِّي الحَدِيدَة وَلَو خَرَجَت نَفْسِي مَعها». قَال: فَانَتَزَعَهُ رَجُلٌ بِفَمِه، وَخَرَجَت نَفْسُهُ مَعَ الحَدِيدَة، وَمَات #. قَال: فَتَشَاوَرُوا فِي دَفْنِه. فَقَال بَعْضُهُم: نُلْبِسُهُ دِرْعَاً مِنْ حَدِيدٍ وَنَقْذِفُ بِه في المَاء. وَقَالَ بَعْضُهُم: نَحُزَّ رَأسْهَ وَنُلقِي جَسَدَهُ بَينَ القَتْلى. فَقَال ابنه يحيى #: لا والله، لا تَأكُلُ الكِلابُ لَحم أبي أَبَداً. فقَالَ بَعْضُهُم: بَلْ نَحْمِلُه إلى العَبَّاسِيَّةِ فَنَدْفِنهُ فِيهَا. قَالَ: ثُمّ دَفَنَّاهُ فِي سَاقِيَةٍ وَأجْرَينَا علَيهِ المَاء. وَمَضَى يحيى بن زيد @ وَمَن مَعَه، فَلمّا أَصْبَحَ مَضَى غُلامٌ حَبَشَيٌّ كَان لِزَيد بن علي @ فَأخْبَرَ يُوسُف⁣(⁣٣) فَأخْرَجَهُ مِنَ القَبْر، فَصُلِبَ⁣(⁣٤) بالكُنَاسَةِ هُوَ وَنَصْرُ بن خُزيْمَةَ وَمُعَاويةَ بن إسحَاق وزِياد النّهدِي⁣(⁣٥) - رَحمة الله تعالى عليهم -⁣(⁣٦).


(١) في (ب): وإن قتلاهم.

(٢) في (ب): زيد بن علي @.

(٣) في (ب): يوسف بن عمر.

(٤) في (ب): وصلب.

(٥) في (ب): النهد.

(٦) قال البلاذري: «وَقَالَ أَبُو مخنف: رمي زيد بسهم فِي جبهته فبلغ الدماغ فرجع ورجع أصحابه، وأهل الشَّامِ يظنون أنهم إنما رجعوا للمساء والليل، وتحامل زيد حَتَّى دخل دار الجزارين الَّتِي بالسبخة، وأوصى يَحْيَى ابنه بتقوى اللَّه وجهاد بني أمية، ومكث هنيئة ثم قضى ليلة الجمعة، فدفن بموضع من دار الجزارين وأجروا عَلَيْهِ ساقية من ماء السبخة كي يخفي قبره وَكَانَ معهم غلام سندي - أتى زيدًا من أول =