أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في أحداث المعركة مع الأمويين]

صفحة 121 - الجزء 1

  ٣٤ - قال سليمان بن خالد: فَلَمّا كَانَ بَينَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، عَادُوا عَلينَا بِالسِّهَامِ وَالنُّشَّاب وَمَا بِنَا حِرَاكٌ مِنَ الضَّعْف، فَلَو أَرَادُوا أَنْ يَأْخُذُونَا أَخْذَاً لأمْكَنَهُم ذَلِك. قَال: وَجَاءَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِهِم حَتَّى وَقَعَ فِي صُدْغِ زَيدِ بن علي @ فَثَبَتَ فِي صُدْغِه، فَأقْبَلَ # فقَال: مَا الرّأي؟. فَقُلْتُ لَه: دَار الرِّزْقِ فِيهَا الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ، وَنَعْلِفُ دَوَابَّنَا، وَنَشْرَبُ وَنُرِيحُ. قَال: امْضُوا بِنَا. فَوالله مَا بَلَغْنَا دَارَ الرِّزْقِ حَتّى اعْتَقَلَ لِسَانُهُ وَجَاءَهُ أَمْرٌ عَظِيمٌ [٦ - ب]، فَتَنَاوَلْنَاهُ لِنُنْزِلَهُ عَنِ الدَّابَّةِ فَمَا قَدرْنَا عَلَيه حَتّى سَقَطَ عَنْهَا، وَأشَارَ عَلَينَا⁣(⁣١) أَنِ اقْلَعُوا السَّهْمَ، فَقَلَعْنَاهُ فَخَرَجَ القَدَحُ وَبَقِيَتِ الحَدِيدَة. فَجَاءَ ابنُه يحيى بن زَيد @ فَرَفعَ رِدَاهُ فَمَسَحَ الدَّمَ عَن وَجْهِهِ، وَهُوَ يَقُول: أَبْشِرْ يَابْنَ رَسُولِ الله، تُقْدِمُ عَلى رَسُول الله ÷ وعَلى عَلي وَفَاطِمَةَ والحسَنَ والحُسَين $. [قَال]⁣(⁣٢)، فَقَال زَيدٌ # لابنِه: مَا أَنْتَ


= والنجباء، والعلماء، ونحن خزان علم الله، وورثة وحي الله، وعترة رسول الله وشيعتنا رعاة الشمس والقمر، والله لا يقبل الله التوبة إلاّ منهم، ولا يخص بالرحمة أحداً سواهم. فلما خفقت الراية على رأسه قال: اللهم لك خرجت، وإياك أردت، ورضوانك طلبت، ولعدوك نصبت، فانتصر لنفسك ولدينك، ولكتابك ولنبيك، ولأهل بيت نبيك، ولأوليائك من المؤمنين، اللهم هذا الجهد مني، وأنت المستعان» [المصابيح في السيرة: ٣٩٢]، وقال ابن عنبة: «قال أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي: ..... ، فلما خفقت الراية على رأسه قال: «الحمد الله الذى أكمل لي دينى والله إني كنت استحيى من رسول الله ÷ أن أرد عليه الحوض غدا ولم آمر في أمته بمعروف ولا أنهى عن منكر» [عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ٢٥٦].

(١) في (ب): إلينا.

(٢) ساقط في (ب).