أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في أحداث المعركة مع الأمويين]

صفحة 125 - الجزء 1


= فرآهم حيث دفنوه، فلما اصبح اتى الحكم بن الصلت فدلهم على موضع قبره فسرح اليه يوسف بن عمر، العباس بن سعيد المري. قال أبو مخنف: بعث الحجاج بن القاسم فاستخرجوه على بعير. قال هشام فحدثني نصر بن قابوس قال: فنظرت والله اليه حين اقبل به على جمل قد شد بالحبال وعليه قميص اصفر هروي فألقي من البعير على باب القصر فخر كأنه جبل. فأمر به فصلب بالكناسة، وصلب معه معاوية بن إسحاق، وزياد الهندي ونصر بن خزيمة العبسي» [مقاتل الطالبيين:]. وقال الطبري يروي عن أبي مخنف: «قَالَ: فحدثني سلمة بْن ثابت الليثي - وكان مع زيد بْن علي، وكان آخر من انصرف من الناس يومئذ، هو وغلام لمعاوية بْن إسحاق - قَالَ: أقبلت أنا وصاحبي نقص أثر زيد بْن علي، فنجده قد أنزل، وأدخل بيت حران ابن كريمة مولى لبعض العرب في سكة البريد في دور أرحب وشاكر. قَالَ سلمة بْن ثابت: فدخلت عليه، فقلت له: جعلني الله فداك أبا الحسين! وانطلق أصحابه فجاءوا بطبيب يقال له شقير مولى لبنى رؤاس فانزع النصل من جبهته، وانا انظر اليه، فو الله ما عدا أن أنزعه جعل يصيح، ثم لم يلبث أن قضى، فقال القوم: أين ندفنه، وأين نواريه؟ فقال بعض أصحابه: نلبسه درعه ونطرحه في الماء، وقال بعضهم: بل نحتز رأسه ونضعه بين القتلى، فقال ابنه يحيى: لا والله لا ناكل لحم أبي الكلاب. وقال بعضهم: لا بل نحمله إلى العباسية فندفنه. قَالَ سلمة: فأشرت عليهم أن ننطلق به إلى الحفرة التي يؤخذ منها الطين فندفنه فيها، فقبلوا رأيي وانطلقنا، وحفرنا له بين حفرتين، وفيه حينئذ ماء كثير، حتى إذا نحن أمكنا له دفناه، وأجرينا عليه الماء، وكان معنا عبد له سندي قَالَ: ثم انصرفنا حتى نأتي جبانة السبيع، ومعنا ابنه، فلم نزل بها، وتصدع الناس عنا، وبقيت في رهط معه لا يكونون عشرة، فقلت له: أين تريد؟ هذا الصبح قد غشيك - ومعه أبو الصبار العبدي - قَالَ: فقال: النهرين، فقلت له: إن كنت إنما تريد النهرين - فظننت أنه يريد أن يتشطط الفرات ويقاتلهم - فقلت له: لا تبرح مكانك، تقاتلهم حتى تقتل، أو يقضي الله ما هو قاض فقال لي: أنا أريد نهري كربلاء» [تاريخ الطبري: ٧/ ١٨٦]. وقال الشيخ الصدوق من الإمامية: «حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (|)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، قال: دخلت إلى الصادق جعفر بن محمد (@)، فقال لي: يا حمزة، من أين أقبلت؟ قلت له: من الكوفة. قال: فبكى (#) =