٣٦ - عن أبي الجَارود، قَال: لمّا قُتِلَ زَيدُ بن علي @ أَقْبَلْتُ هَاوِيَاً، فَانْتَهَيْتُ إلى دَارِ مُعَاوِيَةَ بن إسْحَاقَ الأنَصَارِيّ، فَإذَا طَائِرٌ عَلى الحَائِطِ أَصْغَرُ مِنَ البَطَّةِ، وَفَوقَ الدَّجَاجَةِ، وَهُوَ يَصِيحُ، فَاسْتَقْبَلَنِي اسْتِقْبَالاً، ثُمّ قَال: وَازَيْدَاهُ، وَابن رَسُولِ الله، مَال قَاتِلِ زَيْدٍ نَجَا شُلَّتْ يَمِينُهُ وَبَانَت اليُسْرَى، أَعَلى رَبِّهِ اجْتَرَى. ثُمَّ طَارَ الطَّائِرُ.

  ٣٧ - عن الزّبير⁣^(⁣١) بن عدي النّهمِي⁣^(⁣٢)، قَال: كُنْتُ عِنْدَ خَشَبَةِ زِيدِ بنِ عَلي @ قَائِماً، إذْ جَاءَتِ إِمْرَأةٌ فَقَالَت بِإصْبَعِهَا فِي خَشَبَتِهَ - هَكَذَا تُغَيِّبُهُ - وَتَشْتُمُهُ. قَال: فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى قَالَت: اصْبَعِي، اصْبَعِي. فَنَظَرْنَا فَإذَا قَدْ غَابَتْ فِي كَفِّهَا. قَال: وَجَاءت امْرَأةٌ

= حتى نسج على عورته، وقد كانوا صلبوه عريانا» [بغية الطلب في تاريخ حلب: ٩/ ٤٠٥٠]، وروى أبو الفرج الأصفهاني، قال: «حدثنا محمد بن علي بن أخت خلاد المقري، قال: حدثنا أبو نعيم الملائي عن سماعة بن موسى الطحان، قال: رأيت زيد بن علي مصلوبا بالكناسة فما رأى أحد له عورة، استرسل جلد من بطنه، من قدامه ومن خلفه حتى ستر عورته» [مقاتل الطالبيين: ١٣٩]، وقال ابن كناسة محمد بن عبدالله الأسدي (ت ٢٠٧ هـ): «لما صلب زيد بن عليٍّ ® ما أمسى حتى نسج العنكبوت على عورته» [البصائر والذخائر: ٨/ ١٥٣].

(١) في (ب): الزبير بن عدي التميمي.

(٢) هو: الزبير بن عدي النهمي، ويقال اليامي، الهمداني، أبو عبدالله، ويقال أبو عدي، قاضي الري. روى عن: أنس بن مالك، وإبراهيم بن يزيد النخعي، والضحاك بن مزاحم الهلالي، وغيرهم. روى عنه: إسماعيل بن أبي خالد، والحجاج بن أرطأة، وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهم. ووفاته سنة (١٣١ هـ). [انظر [سير أعلام النبلاء: ٦/ ١٥٧].