أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[في شأن الرافضة، وبيان عقيدة الإمام زيد بن علي @ في الإمامة]

صفحة 131 - الجزء 1

  فَنُذْنِبُ كَما يُذْنِبُ النَّاس، وَنُحْسِنُ كَمَا يُحْسِنُ النَّاس، لِلمُحْسِنِ مِنّا ضِعْفُ الأجْر، وَلِلمُسِيء مِنّا ضِعْفُ العِقَابِ، لأنّ الله سُبْحَانَه قَال: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} الآية [الأحزاب: ٣٠]، فَترونَ أنَّ رِجَالَنَا لَيسُو مِنْ نَسَائِنَا؟. إلاّ أنَّا أهل البَيت لَيسَ يَخلُو أنْ يَكُونَ مِنّا مَأمُونٌ عَلى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ لأنَّ الله سبحانه قال: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}⁣[الزخرف: ٢٨]، فَإذَا ضَلَّ النَّاسُ لَم يَكُن الهَادِي إلاّ مِنَّا، عَلِمْنَا عِلْماً جَهِلَهُ غَيرُنَا مِمّن هُو دُونَنَا، وَعَلِمَ مَنْ فَوقَنا عِلْمَاً لَم⁣(⁣١) يَبْلُغه عِلْمُنَا، فَلم⁣(⁣٢) يَضُرّ مَنْ هُو دُونَنا مَا فَهِمْنَاهُ فِي عِلْمِنَا، وَلم يَضرّنَا مَا فَاتَنَا فِيه غَيرنَا مّما لَم يَبْلُغْهُ عِلْمُنَا. كَانَت الجَماعَةُ أَحَبُّ إلى أمير المؤمنين # مِنَ الفُرْقَة، ثُمَّ الجَمَاعَة بَعْدَ الفُرْقَة عَلى السَّيفِ، إلاّ أنّ أمّةَ مُحمَّدٍ ÷ جَالَت بِه جَوْلَة»⁣(⁣٣).


(١) في (ب): لمّا.

(٢) في (ب): ألم.

(٣) قال فرات بن إبراهيم الكوفي: «حدثنا الحسن بن العباس قال: حدثنا الحسين (الحسن) - يعني ابن الحسين - قال: حدثنا عبد الله بن الحسين بن جمال الطائي: عن أبي خالد قال: كنا عند زيد بن علي فجاءه أبو الخطاب قال عبد الله: هو الخطاب ـ! يكلمه فقال له زيد: اتق الله فاني قدمت عليكم وشيعتكم يتهافتون في المباهاة، رسول الله جدنا والمؤمن المهاجر معه أبونا، وزوجته خديجة بنت خويلد جدتنا، وبنته فاطمة الزهراء أمنا، فمن أهله إلا من نزل بمثل الذي نزلنا، فالله بيننا وبين من غلا فينا ووضعنا على غير حدنا وقال فينا مالا نقول في أنفسنا، المعصومون منا خمسة رسول الله وعلي والحسن والحسين وفاطمة عليهم الصلاة والسلام، وأما سائرنا أهل البيت فيذنب كما يذنب الناس ويحسن كما يحسن الناس، للمحسن منا ضعفي الاجر وللمسيء منا ضعفين من العذاب لان الله تعالى قال: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}⁣[الاحزاب: ٣٠]، أفترون أن رجالنا ليس مثل نساءنا إلا أنا أهل البيت ليس يخلو أن يكون فينا مأمور على الكتاب والسنة لان الله تعالى قال: {وَجَعَلَهَا =