[طائفة من الأخبار في المعركة وأحوال الإمام زيد بن علي @ وأصحابه]
  ١٠٢ - عن عبد الرحمن الرقاشي، قَال: بَايَعَ أبي زَيدَ بن علي @، فلمّا أن كَان لَيلَة خَرَج فِيهَا دَعَانا فَاسْتشَارَنا، فَكُلٌّ أشَارَ عَليه بالخُروج مَعه، فَغَلَبَ عَليه الشَّقَاء، فَقَال: تَذهَبُ أمْوالي، وتُصْطَفَى ضِيَاعِي. قَال: فَقُمتُ مِن عِندِه، فَرَأيتُه في النَّوم كَأنّ رَسُول الله ÷ أَخَذَ بِقَفَاه، وَهُو يَقُول: [يَا](١) أبَا رَأس، أبْشِر بِالنَّار. فَقَال: والله مَا عَرَفتُ تَأويل يَا أبَا رَأس مَا هُو، حَتَّى أتَاه مَولىً لَنَا فَقَال: إنّا دَفَنّا زَيد بن عَلي @ بِسَاقِيَةِ كَذَا وَكَذَا. فَقَال لَهُ: أرِني ذَلك المَوضِع، فَذَهَبَ حَتّى اسْتَخْرَجَهُ، فَقطَعَ رَأسَهُ ثُمّ أتَى بِه يُوسُف بن عُمر، وَرَأيتُه بَعدَ ذَلِك في النّار وَهُو يَقُول: مَالي وَمَا لزَيد، أفَلَح زَيدٌ وأصْحَابُه وَحُبِسْتُ أنَا في النّار.
  ١٠٣ - عن عبد الله بن الزبير الأسدي، قال: خَرَجَ زَيدُ بن علي @ فَحَصَلت صَلاةُ الظُّهر - وَهُو في جَبّانَة سَالم - وَكَبَّرَ أَهلُ الشَّام مِنْ كُلّ وَجْه. قَال: فَذَكَروا لِزَيد # أن يُصَلِّي بِصَلاتِهم وَوجُوهُهم في نَاحِيَة عَدُوِّهم. قَال: فَصَلّى بَعْضُهم نَحو المَشْرِق، وَبعضُهم نَحو الفُرَات، قَال: الحسن بن الحسن بن الحسن: فَانْتزَعَها مِن كِتاب الله تعالى {أَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}[البقرة: ١١٥].
  ١٠٤ - عن أبي خالد قَال سَمعتُ زَيد بن علي @ يَقولُ(٢): «خَاذِلُنَا، وَالمُخَذِّلُ عَنّا، وَالنَّاقِضُ عَهْدَهُ مِنَّا، والنَّاصِبُ لَنَا الحَرب، هُم عِنْدَنا بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَة - ثُمّ جَمَع اصبَعَيه فَألصَقَ إحْدَاهُما بِالأخرَى -»(٣).
(١) ساقط في (ب).
(٢) في (ب): وهو يقول.
(٣) قال العلامة أحمد بن موسى الطبري: «وكذلك من أدبر عن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين [#]، ولم يأخذ من علمه، أو حاربه أو خذله، وهو كمن حارب جديه محمداً وعلياً، كما قال زيد بن علي [@]: (خاذلنا والمخذل عنَّا، والناقض عهده منَّا، والناصب لنا الحرب عندنا في منزلة واحدة» [المنير].