أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في المعركة وأحوال الإمام زيد بن علي @ وأصحابه]

صفحة 201 - الجزء 1

  ١٠٥ - عن محمد بن الفرات قَالَ سَمِعتُ زَيد بن علي @ يَقولُ لأصْحَابِه: «قَد نَهيتُكُم أن تُجيزُوا عَلى جَريحٍ، وأن تَتبَعُوا⁣(⁣١) مُدْبِراً، وأن تَفتَحُوا بَابَاً مُغْلَقَاً، وإنّي سَمِعتُهم يَسبّونَ عَليّاً # فَاقتلُوهم عَلى كُلّ وَجهٍ»⁣(⁣٢).

  ١٠٦ - قال [أبو مخنف]: كَانَ زَيدُ بن علي @ إذَا أخَذَ الأسِيرَ دَعَاهُ إلى مَا هُو عَليه، فَإن أجَابَه؛ كَانَ لَه مَالَهُ، وَعَليهِ مَا عَليه، وَإن سَألَه أن يَعفُو عَنه؛ أخَذَ سِلاحَهُ واسْتحلَفَه أن لا يُقَاتِلَه وَلا يُعينَنَّ عَليه⁣(⁣٣).


(١) في (ب): وأن لا تتبعوا.

(٢) قال الحافظ علي بن الحسين الزيدي: «حدثني السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني الكوفي، قال: اخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: اخبرنا حسن بن حسين بن عامر اجازة، قال: حدثنا محمد بن زيد الرطاب حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا إبراهيم بن يحيى الثوري، حدثنا محمد بن فرات، قال: وقف زيد بن علي على باب الجسر وجاء أهل الشام، فقال: لأصحابه: أنصروني على أهل الشام، فوالله لا ينصرني عليهم رجل اليوم إلا اخذت بيده حتى أدخله الجنة. [و] قال: والله لو علمت عملا هو أرضى لله تعالى من هذا الذي وضعت يدي فيه لفعلت، ولأتيته، ولكني لا والله ما أعلم عملا هو أرضى من قتال أهل الشام، وقد نهيتكم أن لا تتبعوا مدبراً ولا تجهزوا على جريح، أو تفتحوا باباً مغلقا، وإني سمعتهم يسبون علي بن أبي طالب فاقتلوهم على كل وجه» [المحيط بأصول الإمامة: مخطوط].

(٣) روى أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي الرّازي، قال: «حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَيْسَانُ أَبُو عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَايَ يَزِيدُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ عَلِيٍّ # صِفِّينَ فَكَانَ إِذَا أُتِيَ بِالْأَسِيرِ قَالَ: «لَنْ أَقْتُلَكَ صَبْرًا إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. وَكَانَ إِذَا أَخَذَ الْأَسِيرَ أَخَذَ سِلَاحَهُ وَحَلَّفَهُ أَنْ لَا يُقَاتِلَهُ وَأَعْطَاهُ دَرَاهِمَ وَيُخَلِّي سَبِيلَهُ» [الكنى والأسماء: ٢/ ٧٧٣].