أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في استشهاد الإمام زيد بن علي @ وصلبه، وفي شأن الرافضة]

صفحة 206 - الجزء 1

  ولا كَانَت مِنهُ رَائِحَةٌ كَمَا يَكُون مِنَ المَوتَى، غَير أنّه كَانَ⁣(⁣١) رَجُلاً عَظِيم [البَطن]⁣(⁣٢)، وَكَانت العَصَافِيرُ تَقرح في بَطْنِه، وَكَانَ إذَا أمْسَى نَسَجَت العَنكَبُوت عَلى عَوْرَتِه مِن قُدَّامه ومِن خَلفه، فَإذَا أَصْبَحَ قَامَ بَعضُ الشَّامِيّين يَهتِكُ ذَلِك بِرُمْحِه؛ حَتّى تَبدُو عَورَة ابن رَسُول الله ÷. قَال جَرير بن عبدا الحميد الضّبي: بَينَا أنا ذَات لَيلَةٍ وَقَد وَقَفتُ بِالنَّوبَة - قَائماً أُصَلّي - إلى جَانب الخَشبَة، إذْ وَقَع عَليّ النُّعَاس، فَإذَا أنَا بالنبي ÷ قَدْ أقْبَلَ وَمَعَه جِبريل وميكائيل، وأمَامَه فَاطمَة وعَلي والحسَن وَالحُسَين - À أجمَعِين - حَتى ضَمَّ زَيد بن علي @ إلى صَدْرِه وَنَحْرِه، وَأقْبَل يُقَبِّلُ بَين عَينيه، وَهُو يَقُول: زَيدٌ يَابُني، قَتَلُوك قَتَلَهم الله، صَلَبُوك لَعَنَهُم الله، ألا لَعنَةُ الله على قَومٍ قَتَلُوك. يَا زَيد، يَا بُني، أمَا إنّ لَهم فِيكَ عَودَة أخرَى!. قَال جَرَير: فَانْتبهتُ فَزعَاً مَرْعُوباً، فَإذا أنا بالخشَبَة قَد امتارَت، وسَقَط الآجر مِن جَوانِبِهَا، ومَالَت الخَشَبَة مما يَلي القِبلَة، وَإذا أنَا بِنورٍ سَاطِعٍ مِنَ الخَشبَة إلى أُفُقِ⁣(⁣٣) السَّمَاء، وانْتبَه⁣(⁣٤) الحَرَسُ وَرَأوا مَا رَأيتُ وَعَايَنُوا مَا عَايَنتُ، فَأتَوا وَالي الكُوفَة فَأخْبَروه بذلك، فكَتَبَ [والي الكوفة]⁣(⁣٥) إلى هِشَام بن عبد الملك بن مَروان يُخبِرُه بِذَلك، فَكتبَ إليه هشام: أمَّا بَعد، فَإذا أتَاك كِتَابي هَذا فَلا تَضَعْه مِنْ يَدِك حَتى تُنْزِل زيد بن علي بن الحسين مِنَ الخَشَبة، وتُقرِنه بِها بِالحِبَال، وَتُدْرِجَه فِيها، وَتضْرِبه بالنّفط، وَتَذرُوهُ في الرِّيَاح. قَال جَرير: فَوالله مَا طَلعَت


(١) في (أ): كأنه.

(٢) ساقط في (ب).

(٣) في (ب): فوق.

(٤) في (ب): فانتبه.

(٥) ساقط في (ب).