[طائفة من الأخبار في استشهاد الإمام زيد بن علي @ وصلبه، وفي شأن الرافضة]
  الشَّمس ذَات يَومٍ حَتّى نَادى المُنَادِي: يَا أهل الكُوفَة، لا يَتَخَلَّفَنَّ مِنكُم أَحَدٌ، احضُروا دَفن زَيد بن علي بن الحُسين. قَال جَرير: فَوالله مَا بَقِي ذَلك اليَوم فَقيهٌ ولا عَالمٌ وَلا جَارِيةٌ في خِدْرِهَا إلاّ وَقَد حَضَرُوا يُريدُون الصَّلاةَ عَلى ابن رَسُول الله ÷ [١٣ - ب]، وَأُنزِل زَيد بن عَلي @ مِنَ الخَشَبَة وَقُرِنَ بِها بالحِبَال، وَأُدْرِجَ فِيهَا، وَضُرِبَ بالنَّار وَالنِّفط، فَلما صَار رَمَادَاً أُذْرِي في الرِّيَاح فَإذا مُنادٍ مِن بَني أميّة يُنَادي: يَا أهْلَ الكُوفَة هَذا حَبيبكُم وَوَليُّكم؛ لَنُحْرِقَنّه ثُمّ لَنَنْسِفَنَّهُ في اليَمِّ نَسْفَا. قَال جَرير: فَوالله مَا بقي فَقيهٌ وَلا عَالمٌ وَلا جَاريةٌ في خِدْرِهَا إلاّ وَكُلٌّ يَبكِي وَينُادي: وَأهل بَيت نَبيئنَا، يَا رَسُول الله مَا تَلقى ذُريَّتُك مِنْ بَعدِك. قَال جَرير: فَدَخلتُ عَلى وَالدي، فَقَال لي: يا بني، مَا هَذِه الضّجّة؟!. فَأخْبَرتُه بمَا صُنِعَ بِزَيد بن عَلي بن الحسين @. قَال جَرير: فَوالله، مَا رَأيت وَالدي ضَحِكَ بَعدَ ذَلِكَ اليَوم، حَتّى فَارَق الدُّنيا حُزنَاً عَلى زيد بن علي بن الحسين [بن علي بن أبي طالب](١) $(٢).
(١) ساقط في (ب).
(٢) رواه العلامة يحيى بن يوسف الحجوري في روضة الأخبار باختلاف حروف قليلة. وقال الصفدي: «وَقيل كَانَ يوجّه وَجهه نَاحيَة الفرات فَيَصِيح وَقد دارت خشبته نَاحيَة الْقبْلَة مرَارًا ونسجت العنكبوت على عَوْرَته وَكَانَ قد صُلب عُريَانا وَقَالَ الموّكل بخشبته رأيتُ النبيَّ ﷺ فِي النّوم نم وَقد وقف على الْخَشَبَة وَقَالَ هَكَذَا تَصْنَعُونَ بولدي من بعدِي يَا بُنيَّ يَا زيد قتلوك قَتلهمْ الله صلبوك صلبهم الله فَخرج هَذَا فِي النَّاس فَكتب يُوسُف بن عمر إِلَى هِشَام أَن عجِّل إِلَى الْعرَاق فقد فتنتَهم فَكتب إِلَيْهِ أحرقْه بالنَّار وَقَالَ جرير بن حَازِم رَأَيْت النَّبِي ﷺ مُسْندًا ظَهره إِلَى خَشَبَة زيد بن عليّ وَهُوَ يبكي وَيَقُول هَكَذَا يَفْعَلُونَ بولدي ذكر ذَلِك كلّه الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر فِي تأريخ دمشق» [الوافي بالوفيات: ١٥/ ٢٢]. وقال الفضل بن شاذان: «روى جرير بن عبد الحميد قال: أخبرني من كان يحرس =