أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في همة الإمام زيد بن علي @ في طلب الجهاد والشهادة، وأحواله مع أهل الكوفة ودعوته]

صفحة 233 - الجزء 1

  ١٣٤ - عن يَعقوب بن عربي، قَال: رَأيتُ زَيد بن علي @ حِينَ خَرَج مِنْ دَار مُعاوية بن إسحَاق بن حَارِثة الأنصَاري في جَبّانَة سَالم، قَال: وإنّ بِشر بن عبد الرحمن أخَذَ بِلِجَام دَابّته، وَأمسكَ لَه بالرِّكَاب، فَرَكِب فَرسَه، وقَال: يَرحَمُك الله، ثُمّ قَال: «الحمدُ لله الذي أكْمَلَ دِينِي». قَال، فَقَالَ بَعضُ أصْحَابِه: وَمَا كَمال دِينِك يَا أبا الحُسين؟. قَال: «الجِهَاد، وَالله لقَد تخوَّفتُ أنْ أمُوت عَلى فِرَاشي ولم آمُر بِمَعروفٍ وَلم أنهَ عَنْ مُنْكَر، مَا بَال ابن شريح أولى بالأمر بالمعروف وَالنهي عن المنكر».

  ١٣٥ - عن أبي معمر، قَال:⁣(⁣١) سَمعتُ زَيد بن علي @ يَقولُ، وَقَد قَال لَه نَصر بن خُزيمة: دَعْنِي أُقَاتِلُ القَومَ قَبل أنْ يَقِفُوا عَلينَا. قَال: «لا يَصْلُحُ القِتَالُ إلاّ بِحُجَّة، نَحتَجُّ بِهَا وَنَدْعُوهُم، فَإنْ أجَابُوا وَإلاَّ قَاتَلنَاهُم، فَأرْسَل إليهم أرْبَعَةً مِنْ [أهْلِ]⁣(⁣٢) الحَلّ، فَقَال: اذْهَبُوا إليهِم فَادْعُوهُم إلى كِتَابِ رَبِّهم تَعالى وسُنّة نَبيهم ÷ وإلى الرّضَا مِنْ آل محمّد ÷؛ فَإنْ أَجَابُوا إلى ذلك، فَإنَّ لهم مَالَنا وَعَليهِم مَا عَلينَا؛ وإنّ أبَوا بَارَزْنَاهُم عَلى مَا وَصَفْنَا مِنْ كِتَابِ رَبِّنا تَعالى وسُنّة نبيئنا ÷، وَأعْلِمُوهم أنّا لا نَتبع مُدبِرَاً وَلا نُجيز عَلى


= فلما خفقت الراية على رأسه قال: اللهم لك خرجت، وإياك أردت، ورضوانك طلبت، ولعدوك نصبت، فانتصر لنفسك ولدينك، ولكتابك ولنبيك، ولأهل بيت نبيك، ولأوليائك من المؤمنين، اللهم هذا الجهد مني، وأنت المستعان» [المصابيح في السيرة: ٣٩٢].

(١) ساقط في (ب).

(٢) ساقط في (ب).