[طائفة من الأخبار في همة الإمام زيد بن علي @ في طلب الجهاد والشهادة، وأحواله مع أهل الكوفة ودعوته]
  جَريحٍ وَلا نَفتحُ بَاباً مُغلَقاً»، فَذهَبوا إليهم فَدَعَوهُم [فَما رَجَعُوا حَتّى](١) عَقّوا(٢) بهم. قَال، فقال زيد #: «طَابَ القِتَالُ، فَقَاتَلَ».
  ١٣٦ - عن عِيسى بن عبد الله العَلوي(٣)، عَن أبيه(٤)، قَال: إنّ زَيد بن علي # لمّا صَارَ إلى الكُوفَة فَجَعَلَتِ الشِّيعَةُ تَخْتَلِفُ إليهِ، وتَقولُ لَه: إنّا نَرجُو أن تَكونَ المنصُور، وَأن يَكونَ هَذَا الزَّمَانُ الذي تَهلك فِيه بَنو أميّة، قَال: وَجَعَلَ يُوسُف بن عُمر الثّقفي - لَعنَه الله تعالى - يَسْألُ عَنه، فَيُخْبَرُ أنّه بالكُوفَة؛ فَيُرْسِلُ إليه أن اشْخَص؛ فَيعتَلّ بالمَرَض وَيُعْرِضُ عَنه، وَيَسْقُطُ إليه بَعضُ خَبَرِه وَمَا هُو عَليه، فَأرْسَلَ إليه يُزْعِجُه، فَلمّا حَثَّ يُوسُف بن عُمر في إشخَاصِه؛ ارْتَحَلَ [١٦ - أ]، وَنَزَلَ القَادِسِيّة. وَذَكَر بَعضُ النّاس أنّ يُوسُف بن عمر - لعنه الله تعالى - سَرَّحَ مَعَهُ رَسُولاً حَتّى بَلغ العُذَيب، ثُمّ انْصَرَف. قَال:
(١) ساقط في (ب).
(٢) في (ب): فعتو بهم.
(٣) هو: عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، الهاشمي، المبارك، أمه أم الحسين فاطمة بنت عبدالله بن محمد الباقر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، له مرثية في أصحاب فخ. روى عن: أبيه، وتليد بن سليمان المحاربي، وغيرهما. روى عنه: ابنه أبو الطاهر أحمد بن عيسى، وعباد بن يعقوب الرواجني، وغيرهما. انظر [أمالي أحمد بن عيسى، الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى، الشجرة المباركة في الأنساب الطالبية].
(٤) هو: عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، الهاشمي، أبو محمد، أمه خديجة بنت علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $. روى عن: الإمام الباقر محمد بن علي #، وأبيه. وغيرهما. روى عنه: ابنه عيسى بن عبدالله، وأبو يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة، وغيرهما. انظر [أمالي أحمد بن عيسى، تاريخ مدينة دمشق: ٣٢/ ٣٥٧].