أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[طائفة من الأخبار في بعد استشهاد الإمام زيد بن علي @ وخروج ابنه الإمام يحيى بن زيد @ إلى الجوزجان ومقتله، وأخبار عن الإمام زيد بن علي]

صفحة 239 - الجزء 1

  انْصَرَفْنَا حَتى أتينا جَبَانة السّبيع، فَلَم نَزَل بِها لَيلَنَا، وتَصدَّع النّاس عَنّا، فَبَقِينا في نَفَرٍ يَسِيرٍ نَحو مِنْ عَشَرة، فَلمّا أصبَحنَا قُلتُ ليحيى بن زيد @: أين تَعمد⁣(⁣١) هَذا الصّبح غَشِيَك⁣(⁣٢)، وَمَعه - أبو الضِّرَار⁣(⁣٣) العَبدِي -؟. قَال: اقصدُوا النَّهرين - نَهرَي كَرْبَلاء -. فَقلتُ لَه: النّجَا قَبلَ أن يَفضَحَك⁣(⁣٤) الصُّبحُ. قَال: فَخَرَجْتُ أنَا وَهُو وَأبو الضِّرَار وَمَعَنا نَفَرٌ، فَلمّا خَرَجْنَا مِنَ الكُوفَة سَمِعْنَا أذَان الفَجر فَصَلَّينَا الغَدَاة بِالنُّخَيلَة، ثُمّ مَضَينَا سِرَاعَاً نَحو نَينَوى، وَقَال لَنَا: إنّما أُرِيدُ ابن مُوسى بِشرَ بن عَبد الملك بن بشر بن مِروان، وأسْرَعنَا السَّير وَكُنتُ إذَا لَقيتُ قَومَاً اسْتَطْعَمْتُهم فَنُطْعَمُ وَنَأكُلُ ويَأكُل مَعَنا، فَانتَهَينَا إلى نَينوى وقَد أظْلَمْنَا، فَأتينا مَنزل سَابق، فَضَرَبْتُ البَاب، فَخرَج إلينا، فَقُلت لِيحيى: أمَّا أنَا فَآتي الفيّوم فَأقيمُ بِه، فَإن أرَدْتَني فَأرْسِل إليّ، ثُمّ مَضَيتُ، وَمَضى يحيى #


(١) في (ب): نعمد.

(٢) في (ب): غشيكم.

(٣) في (ب): أبو الفرات العبدي.

(٤) في (ب): يفضحكم.