[طائفة من الأخبار في بعد استشهاد الإمام زيد بن علي @ وخروج ابنه الإمام يحيى بن زيد @ إلى الجوزجان ومقتله، وأخبار عن الإمام زيد بن علي]
  حتّى انتهَى إلى المَدَائن، ثُمّ إلى الرّي، فَأقَام بِهَا يَسِيراً ثُمّ سَارَ فَنَزل بيزيد بن عُمر فَأقَامَ عِندَه سِتّة أشْهُر، ثُمّ شَخَصَ فَأتَى ابن سَعد فَنزَل بِزيَاد بن زُرَارة [١٦ - ب] العَامِريّ، فَأقَام عِندَه أشْهُراً، ثُمّ أتَى بَلْخَاً فَنَزل بالحُريش بن عُمر بن دَاود البَكري، فَأقَام عِندَه حَتّى مَات هِشام بن عبد الملك بن مَروان - لعَنهم الله تعالى - وَولي الوَليد بن يَزيد - لعنه الله تعالى. قَال: فَكَتب يُوسُف بن عُمر إلى نَصر بن سَيّار - وَهُو يَومَئذ عَلى خُرَاسَان - يُخبِر بِمَسِير يَحيى بن زَيد @ إلى خُراسان، ويُنزله لمنَازِلِه التي يَنزلُ بِهَا حَتّى صَار إلى الحريش بن عمر بِبَلْخ، وَيَأمُره بِطَلَبِه وَأخْذِه، فَبعَث نصرٌ إلى عَقيل بن مَعقل اللّيثي يَأمُرُه بأخذِ الحُريش بن عُمر فَيُزهِق(١) نَفسَه أو يَدْفَع إليه يحيى بن زيد @، فَبعَثَ العَقيل إلى الحريش فسَأله عَنه؟. فقَال: لا عِلمَ لي به؛ فَجَلدَه سِتّمائة سَوط. فقَال له: والله، لَو كَان تحتَ قَدَمي مَا رَفعتُهُما عَنه لَك، فَاقضِ مَا أنْتَ قَاضٍ. قَال: وَإنّ قُريش بن الحريش لما رَأى عَقيلاً ومَا فَعَلَ بِأبيه، خَافَ عَليه القَتل، فَقَال: لا تَقتُل أبي، وأنَا أدُلُّكَ عَلى طُلبَتِكَ، فَأرَسَلَ مَعَه رَسُولا فَدَلَّهم عَلى يحيى بن زيد @، وَهُو في جَوف بَيتٍ قَاعِد، فَأُتي بِه نَصر بن سيّار؛ فَحَبَسه وَكتب إلى يُوسف بن عمر يخبرُه الخبر؛ فَكتَب الوليد إلى نَصر بن سيّار يَأمُره أن يُؤمِّنَه وَيُخلي سَبِيلَه وَسَبيل مَنْ مَعَه، فَأطْلَقَه وَأمَرَ لَه بِألَفَي دِرْهَم، وَجُهِّزَ عَلى بَغْلين، وَأمَرَه أن يَلحق بالوليد، فَأقبَل يحيى # ومَن مَعَه حَتى نَزل سَرْخَس، فَأُمِر بِه حَتّى أُخْرِجَ منهَا، وَأتى طُوسَاً فَأُخْرِجَ مِنها، ثمّ أتى بَيهق - وهِي أدنَى خُراسَان مِن قَومَس -، ثُم خَافَ اغتيَال يُوسف بن عُمر إيّاه، فَرَجَع إلى خُراسان، ثُمّ أمَر نَصر بن سَيّار عَبدالله بن قَيس والحريش بن زيد بِقِتَال يحيى # وَهُم عَشرَة
(١) في (ب): ويزهق.