أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

الفصل الثاني: المخطوط، مؤلفه ومنهجيته:

صفحة 12 - الجزء 1

  عُلمَاء السُّؤءِ الذين أدْهَنُوا في الدِّين وبَاعُوا آخِرَتَهُم بِدُنْيَاهُم تَزُولُ عَنهُم وَيَزُولُون عَنهَا. ثُمَّ قَال # العِلْمُ ثُمَّ العَمَل فَإذَا عِلِمَ ثُمَّ عَمِلَ فَهَذُا هُوَ الرَّبَّانِيُّ تُصَلّي عَليهِ مَلائِكَة الله إذَا مَاتَ وَتَسْتَغْفِرُ لَه فَإذَا عَلِمَ وَلم يَعْمَل كَانَ العِلْمُ حُجَّةً عَليه فَهَذَا مِنْ عُلمَاءِ السُّوءِ وَهُم كَثِيرٌ لا كَثَّرَهُم الله تعَالى ثُمَّ قَالَ # عُلمَاء السُّوء عَلى هَذِهِ الأمَّة أَشَدُّ ضَرَرَاً مِنَ الجَاهِلِ».

  ٧ - التوثيق: قال القاضي أحمد بن أحمد السياغي: «ويقال لهم: علماء السوء؛ ولما روي في سيرة أبي مخنف عن الإمام زيد بن علي أنه قال: «ليس العلماء الذين علموا ولم يعملوا بما علموا؛ لأنهم أسقطوا الخشية فأفسدوا العلم، وكتموا الحجة فلم يثبتوها لله سبحانه على الجاهلين، ولم ينهوا عن الفساد، ولم يبذلوا لله ø أنفسهم، ولم يعادوا له عدواً، ولم يوالوا فيه ولياً، فهؤلاء لا يكونون حجة؛ إذ لم ينتفعوا بما علموا ولم يحملوا العلم بحقيقته، فلا تثقوا بهم، وضعوهم على حدهم الذي وضعوا فيه أنفسهم، وارجعوا أنتم إلى أهل الثقة بالكتاب الذين يبذلون لكم النصيحة، ولا يألونكم خيراً ونصحاً، وعليكم بالقرآن فقد جعله الله لكم هدى وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، واستعينوا بالكتاب على علماء السوء الذين داهنوا في الدين، وباعوا آخرتهم بدنيا تزول ويزولون، وأخلدوا إلى الدنيا، وأحبوا الحياة الدنيا، وزهدوا في الآخرة، ومقتوا طاعة الله، وأولياء الله، هم أشد ضرراً على هذه الأمة من الجاهل» - انتهى مختصراً»⁣(⁣١).


(١) المنهج المنير تتمة الروضة النضير.