أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

[دعوة عامة: من أوائل كتب دعوة الإمام زيد بن علي @ يحض الناس على إجابة دعوة أهل البيت $، وينظر صدق نصرتهم لو قام بدعوة الإمامة فيهم]

صفحة 53 - الجزء 1

[دعوة عامّة: من أوائل كُتب دعوة الإمام زيد بن علي @ يحضّ النّاس على إجابَة دعوة أهل البيت $، وينظُر صِدق نُصرتِهم لو قامَ بدعوة الإمامة فيهِم]:

  ٣ - [قال أبو مخنف:] ثمّ قَالَ #: «[ثمّ]⁣(⁣١) أمَّا بَعد، فَاتَّقُوا الله الذي خَلَقَكُم وإليه مَصِيرِكُم؛ فَإنّكُم قَد أصْبَحْتُم تَعرِفُونَ الحَقّ إذَا تَواصَفْتُمُوهُ أوْ وَصَفَهُ⁣(⁣٢) لَكُم وَاصِفٌ، وأنَّه لا يَنفَعُ وَاصِفاً وَلا مَوصُوفَاً لَهُ؛ حَتّى يَعمَلَ بِه وَيُعينُ عَليه مَنْ قَامِ بِه، كَمَا أمَرَ الله فَإنَّ الله تَبَاركَ وَتعَالى قَال: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}⁣[آل عمران: ٦٤]، وَقَالَ تَبَارَك وتَعَالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وَقَالَ سُبحَانَه: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}⁣[آل عمران: ١٠٤]، وَقَدْ عَرَفتُم حَالَكُم⁣(⁣٣) التِي أنْتُم عَليهَا مِنَ الفِتْنَةِ فِي دِينِكُم، وَالبَلاءِ فِي عِيشَتِكُم⁣(⁣٤)، مِنْ سَفْكِ دِمَائِكُم، وَالاستيثَارِ بِفَيِّكُم عَليكُم، فَهذَا مَا أنْتُمْ عَليهِ مُقِيمُونَ في زَمَانِكُم، وَبِهَذَا العَمَلِ اليَومَ وُلاتُكُم [٢ - أ] فِيكُم، وَبَعدَ اليَومِ يَعمَلُون. ثُمَّ الذي إلِيه مَفزعُكُم زَعَمْتُم وَوَليُّ عَهْدِكُم، قَد بَلَغَكُم وَاسْتَفَاضَ فِيكُمْ خَبَرَهُ أنَّهُ عَلى غَيرِ دِينِكُم ومَا جَاء بِه نَبيّكُم ÷ مِنْ ضَرْبِ المُؤمِنِينَ وَأذَاهُم،


(١) ساقط في (ب).

(٢) في (ب): إذا تواصفتموه ووصفه لكم واصف.

(٣) في (ب): حالتكم.

(٤) في (ب): في عيشكم.