[دعوة عامة: من أوائل كتب دعوة الإمام زيد بن علي @ يحض الناس على إجابة دعوة أهل البيت $، وينظر صدق نصرتهم لو قام بدعوة الإمامة فيهم]
  وَتَغّيير كِتَابِ الله تَعَالى، وَشُرْبِ الخُمُور، وَاتّخَاذِ المَعَازِف، وَتَعطِيلِ الحُدُود، وَهَل يَكُونُ بَلاءٌ عَلى أمَّةٍ أشَدُّ مِمّا أصْبَحْتُم عَليهِ اليَومَ لَو تَعْقِلُون؟!، فَمَاذَا تَنظُرُونَ بَعْدَه؟!. فَاللهَ اللهَ عِبَادَ الله أنْ تُحبَطَ أعْمَالكم وأنْتُم لا تَشْعُرُون، وأنْ تَسْتَوجِبُوا السُّخْط مِنَ الله وَأنْتُم لا تَعْلَمُونَ؛ لِيَحِلَّ بِكُم مِنْ نَقَمَاتِه وَبَأسِه مَا حَلّ بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُم مِنْ أهْلِ المَعَاصِي وَالتَّولّي عَنْ أمْرِهِ، فَإنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِه عَزّ مِنْ قَائِل: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا}[محمد: ١٠]، وقال سُبحَانَه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ٥٤ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}[المائدة: ٥٤ - ٥٦].
  فَرَاجِعُوا الحَقَّ عِبَادَ الله، وأجِيبُوا أهْلَهُ وَكُونُوا عَوْناً لَهم عَليهِ، فَإنّا نَدعُوكُم إلى كِتَاب الله تَعالى وَسُنَّةِ نَبيّه ÷ وَمَعَالم دِينِكُم، التي أصْبَحْتُم تَعْلَمُون أنَّهُ لَو عَمِلَ بِهَا فِيكُم عَامِلٌ؛ استقَامَ لَكُم دِينكم، وَكَشفَ البَلاء عَنكُم، وَوَسِعَتكُم دُنيَاكُم ومَا أفَاء الله عَليكُم مِنْ عَدِوِّكُم. وأنَا والله لَوْ أعْلَمُ أمْراً هُوَ أبْلَغُ مِنْ هَذَا فِي رِضَا الله عَنّا وَعَنكُم؛ لَكُنَّا إليه نَدعُوكُم وَبِه نَأمُرُكُم. مَن استَجَاب لَنا(١) عَلى؛ هَذا كَانَ حَقّاً عَليه أنْ يُطِيعَنَا عَلى طَاعَةِ الله تَعَالَى، ولا يُطيع أحَداً فِي مَعْصِيَة الله، وَهُو فِي حِلٍّ مِمّا أخَذْنَا عَليهِ وَأعْطَانَا مِنْ نَفسِه إن لم نَعْمَل فِيكُم بِكِتَاب الله تَعَالى وَسُنّة نَبيّه ÷،
(١) في (ب): من استجابنا على هذا.