[25 - سورة الفرقان]
  بن الحسين بن القاسم: ومن ذلك أن جماعة ممن كان أسلم ارتد ورجع إلى مكة منهم: طعمة بن أبيرق والحارث بن سويد بن الصامت ثم ندم الحارث، وكتب إلى أخيه، وكان مع النبي ÷ الجلاس بن سويد أني قد ندمت، وأني أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله، فاسأل رسول الله [÷] هل لي من توبة؟ وإلاَّ ذهبت في الأرض فنزل قوله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ ... الآية}[آل عمران: ٨٦]، فكتب إليه أخوه لا توبة لك عند رسول الله ÷ فتب إلى الله حتى يجعل لك مخرجاً، فأنزل الله تعالى بعد ذلك: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ... الآية}[آل عمران: ٨٩].
  وكتب إليه أخوه أن الله قد أنزل التوبة، فأقبل إلى رسول الله ÷ وقَبِلَ منه فسمع بذلك أصحابه الذين كانوا ارتدوا معه، فقالوا: ما نحن إلاَّ كالحارث نقيم بمكة، ونتربص لمحمد ريب المنون، فإن بدا لنا رجعنا إليه، وقبل منَّا كما قبل منه فأنزل الله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا ... الآية}[آل عمران: ٩٠]، فأقاموا على الكفر حتى فتح رسول الله ÷ مكة فجاءه من كان بقي منهم، فأسلم فقبل رسول الله ÷ منه، وكان