التبيان في الناسخ والمنسوخ في القرآن المجيد،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[2 - سورة البقرة]

صفحة 67 - الجزء 1

  قال: منسوخة في الكل من الأقارب، وعليه الأكثر، ومنهم من قال: ثابتة في الكل، ومنهم من قال: ثابته فيمن لا يرث منسوخة فيمن يرث، ثم اختلفوا بأي دليل نسخ، فقيل بآية المواريث، وهو اختيار الهادي #، وقيل بالسنة، وهي: «لا وصية لوارث» وهو اختيار المنصور بالله # وقيل بالإجماع عن أبي علي والنسخ بالإجماع لا يصح عند يحيى وعبدالله @ وهو قول الأكثر.

  [٨] قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ}⁣[البقرة: ١٨٣]، كان الصوم على الذين من قبلنا، من العتمة إلى العتمة، فمن نام لم يأكل ولم يشرب، ولم يصب من أهله حتى يفطر من الغد، حتى كان من أمر الأنصاري ما كان، وهو رجل يقال له: أبو قيس، واسمه صرمة بن [أبي] أنس، فعمل في بعض حوائط المدينة، فأصاب مدّاً من تمر فأتى به زوجته وهو صائم، فأبدلته بمد دقيق فعصدته له فنام لِما به من الوهن والتعب قبل أن تفرغ امرأته من طعامه، ثم جاءت به حين فرغت فأيقضته ليأكل، فكره أن يعصي الله ورسوله فطوى تلك الليلة مع ما تقدم من يومه، ثم أصبح صائماً من غده، فمر برسول الله ÷ وهو