التبيان في الناسخ والمنسوخ في القرآن المجيد،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[2 - سورة البقرة]

صفحة 83 - الجزء 1

  [٢٣] قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}⁣[البقرة: ٢٨٤]، الآية: تدل على أن الله تعالى يؤاخذ بالظنون والعزم، وذلك يوافق قوله ÷: «نية المؤمن خيرٌ من عمله»، وذهب بعضهم: إلى أنها منسوخة، وأن العبد لا يؤاخذ بالعزم وبهذا لا يجوز؛ لورود الدلالة على خلافه.

  [٢٤] قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}⁣[البقرة: ٢٨٦]، ظاهر الآية يدل: على أن العبد مكلف باستعمال جميع وسعه، فنسخ ذلك بقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ}⁣[البقرة: ١٨٥]، ذكر ذلك: هبة الله المفسر، والأولى أنها غير منسوخة، والمراد في الآية بالواجب، قال النبي ÷: «إذا أمرتم بأمرٍ فأتوا به ما استطعتم».